عنوان الفتوى : هل يشرع عند الوتر الاستماع إلى الدعاء المسجل والترديد خلفه
هل يجوز وقت الدعاء أثناء الوتر ـ دعاء القنوت ـ أن أستمع إلى مقطع من دعاء طويل ومؤثر لشيخ وأردد معه وأدعو معه؟ وهل ذلك يبطل صلاتي؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فدعاء القنوت في الوتر مستحب، ولا إثم في تركه، بل الأولى عدم المداومة عليه، وقد أشرنا في الفتوى رقم: 229135، إلى أن الاستماع إليه من الهاتف أو غيره غير مطلوب، لكنه لا يبطل الصلاة.
وقد جاء في فتاوى نور على الدرب للشيخ بن باز ردا على سؤال يقول: إذا قمت الليل ووصلت إلى الوتر، هل يجوز أن أستمع إلى القنوت المسجل على أحد الأشرطة لأحد الأئمة، وأؤمن عليه وأنا في أثناء تأدية الوتر؟ ما نصه: السنة لك أن تقنت أنت، لا تسمع الشريط، تقنت أنت إذا يسر الله بما تيسر من الدعوات ولو قليلة، يكفي والحمد لله، والقنوت ليس بلازم، لو أوترت من دون قنوت لا بأس، وإن قنت بكلمات قليلة: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت ـ كفى، وإن زدت: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ـ أو زدت غير ذلك، فلا بأس مما يقنت به إخوانك المسلمون المقصود إذا دعوت بدعوات طيبة في القنوت مختصرة كفى، أما أن يعتمد الإنسان على شريط مسجل يستمع إليه، فلا ينبغي هذا. اهـ.
وعليه، فالأولي أن يدعو الإنسان في القنوت بما يحفظ من أدعية، وإن ترك الدعاء فلا شيء عليه كما تقدم، أما الاستماع إلى الدعاء المسجل والترديد خلفه، فهو وإن كان لا يبطل الصلاة على الراجح إلا أن الأولى خلافه، وانظري الفتوى رقم: 135676.
والله أعلم.