عنوان الفتوى : حكم بذل المتسابقين مالا للفوز بجائزة في لعبة إلكترونية
أريد أن أعمل بطولة أو دوري في إحدى الألعاب في جهاز إلكتروني، وما أريده منكم أن تفتوني إذا كان يجوز أن أعمل بطولة أو دوري برسوم اشتراك بمال داخل اللعبة ليس بحقيقي، ولكنه بإمكاني بيع مال اللعبة مقابل مال حقيقي، وستكون هناك جوائز للمركز الأول والثاني والثالث، والجوائز ليست من رسوم الاشترك، والجوائز أكثر من رسوم الاشتراك بكثير، وسبب وضع رسوم الاشتراك هو أن أربح من المتسابقين ويصبح لدي أكثر من الأموال التي جعلتها للجوائز، فهل يعتبر هذا من الحرام؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان اللاعب في هذه المسابقة يبذل مالا لأجل الفوز بالجائزة فهي قمار سواء كان يدفع مالا حقيقا مقابل اشتراكه في البطولة أو يشتري الأموال الوهمية ليشارك بها فيها، وكون الجائزة أكثر بكثير من رسوم اشتراك كل لاعب غير مؤثر فهي من مجموع رسوم المشتركين والباقي يكسبه منظمها وهكذا اليانصيب ولعب القمار، فالمشترك يبذل شيئا يسيرا ليفوز أحد المشتركين أو بعضهم بجوائز عظيمة ويخسر الباقون ما بذلوه، ولمزيد من الفائدة انظر الفتويين رقم: 114337، ورقم: 213001.
وكما ننبه على أنه لابد للمرء من الحرص على ألا يكون سببا في تضييع أوقات الناس في غير نفع ولا طائل، فبطولات الألعاب الواقعية شغلت الناس وألهتهم وضيعت أموالهم وجهودهم وأوقاتهم، فكيف بما كان وهما، والمسلم مأمور بأن يحفظ وقته وأن يشغل نفسه بما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ. رواه البخاري.
والمسلم مسؤول يوم القيامة عن ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يٍسأل عن أربع.. ومنها: وعن شبابه فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه. رواه الترمذي.
فالعبد يسأل عن عمره بعامة وعن شبابه بصفة خاصة، وهذا ينطبق على أي شيء يمكن أن يعمله الإنسان في حياته، ولا يعني هذا تحريم الترفيه عن النفس ولا سيما في وقت التعب، لكن يشترط أن يكون ذلك مضبوطا بالضوابط الشرعية وفق ما سبق بيانه في الفتاوى التالية أرقامها: 10123، 23854، 36646، 132744، 6496.
والله أعلم.