عنوان الفتوى : المنهج الصحيح في الفتوى وأهمية التعاون بين القائمين على المسجد
أسست مسجدا، فوجدت نفسي وسط جماعة العدل والإحسان، هذه الجماعة تعتقد أن رسول الله والأموات يأتون إليهم يقظة، فتركت المسجد لهم وهي فرقة صوفية سياسية، أميرهم قبل موته أرسل رسالة إلى ملك المغرب يقول له الإسلام أو الطوفان. فأسست مسجدا آخر فوجدت نفسي وسط أشاعرة متصوفة فتركته لهم. ثم أسست ثالث مسجد قضيت فيه أحلى أيامي في الدعوة إلى الله، كنت رئيس المسجد وخطيب المسجد ، درسنا كتاب مجموعة التوحيد للمجدد، تعلمت الصلاة من كتاب: صلوا كما رأيتموني أصلي. للألباني. كنت أنقل الفتوى للناس من المكتبة الشاملة، أتصل بموقع سؤال وجواب للمنجد. كنت أركز خطبي ودروسي على الأحاديث غير المعروفة عند المغاربة. عرفنا التوحيد؛ توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، والأسماء والصفات. عرفنا الشرك، بينت لناس الحرام بعدما كانوا يظنون أنه حلال: من زواج دون ولي، بيع الألبسة النسائية للتبرج ،زواج بالكتابية الزانية، زواج المسلمة بالنصراني، كثر مصلي المسجد، اشتهر المسجد بسبب المواضيع التي كنت أنقلها من علمائنا - علماء السعودية ومصر والألباني علماء أهل السنة والجماعة - كثرت الأموال، ولله الحمد، عندنا الآن أكثر من 70000 أورو، نريد أن نشتري مسجدا - إن شاء الله - كبر سني، قضيت في الدعوة إلى الله 20 سنة، طلبت من الشباب أن يتحملوا المسئولية، اخترنا رئيسا شابا، واقتصرت على إلقاء الجمعة، وأسست جمعية لنقل أموات المسلمين إلى بلادهم الأصلية، وفي سنة 2012 طلبت من إخواني أن نبحث عن إمام راتب، وطلبت منهم أن يتركوا الأمر لي، فوافقوا، لكن الرئيس فاجأنا جميعا بإحضار إمام هذا الإمام أعرفه، جلست معه في إحدى الولائم، وألقى درسا، وكان يستشهد بحسن البنا وسيد قطب، فبدأ معنا وبدأ المسجد يتغير، الفتوى مخالفة للفتوى التي كنت أنقلها للناس. مرت الآن سنة على إمامته لنا. سأحكي لكم أمثلة: في العيد الماضي لرمضان جاء إلي بعض الإخوة يسالون عن مقدار زكاة الفطر من الدقيق والأرز، فنقلت لهم فتوى الشيخ العثيميين رحمه الله أن وزن الدقيق لا يكون كوزن الأرز، وفي نفس اليوم كنا في درس، فسأله الناس عن ذلك فقال الدقيق كمثل الأرز، وقال لقد أفتى بذلك العثيمين، فقلت له لا غير صحيح، وفي اليوم الموالي أحضرت له الفتوى، ولم يصحح للناس ما أفتى به. آخر مشكلة معه أمر الناس أن يتركوا فراغا بين الصفوف يزيد على 3 أمتار بحجة الحرارة، مع العلم أن الحرارة لا تزيد على 34 درجة عند صلاة الظهر، فكلمته فقال إن الإمام سترة للمصلين. تغير المسجد من اتباع علماء أهل السنة والجماعة إلى لا أدري، وأعطيناه حاسوبا والمكتبة الشاملة، لكن دائما يقول لي مصادر أخرى إمامنا، يحفظ القران جيدا، وبالقواعد، يتكلم العربية الفصحى جيدا، مع العلم أنه من غانا. 1- سؤالي إذا سألني الناس هل أنقل لهم الفتوى من علماء أهل السنة والجماعة، مع العلم قد تكون الفتوى التي سيفتي بها بغير ما سأنقله في المسالة الواحدة؟ خلاصة الكلام أني أرى المسجد يتغير من اتباع علماء أهل السنة والجماعة إلى لا أدري، ولا أريد أن أرى في حياتي ذلك بعد جهد 24 سنة من الجهد، لا توجد أي مشاكل بيني وبينه، يحترمني وأحترمه، حاولت معه أن ينهج نهج علماء أهل السنة والجماعة، لكن دائما عندي مصادر أخرى. أرشدوني ما العمل خاصة أن الكثير يسألوني، ولا أريد اختلافا في الفتوى.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نسأل الله أن يتقبل منك وينفع بجهودك ، ونشكر لك حرصك على عدم الخلاف ، وأما عن الفتوى فنوصيك بالحرص على الفتوى بما هو أرجح في المسائل التي تفتي بها حسب الدليل من دون تقليد ولا تعصب لمذهب معين إن كان قوله مرجوحا. فقد قال ابن القيم رحمه الله:
ليحذر المفتي الذي يخاف مقامه بين يدي الله سبحانه أن يفتي السائل بمذهبه الذي يقلده، وهو يعلم أن مذهب غيره في تلك المسألة أرجح من مذهبه وأصح دليلا ... وكثيرا ما ترد المسألة نعتقد فيها خلاف المذهب فلا يسعنا أن نفتي بخلاف ما نعتقده، فنحكي المذهب الراجح ونرجحه، ونقول هذا هو الصواب، وهو أولى أن يؤخذ به. انتهى
وقال الإمام النووي رحمه الله: ليس للمفتي والعامل في مسألة القولين أن يعمل بما شاء منهما بغير نظر، بل عليه العمل بأرجحهما. اهـ.
وننصحك أن تتدارس بعض الكتب العلمية مع هذا الإمام، وتبين له أهمية التعاون والاتفاق في المنهج وفي الفتوى مع الارتباط بالتأصيل والدليل ، وتبين له خطر الخلاف بين القائمين على المسجد.
والله أعلم.