عنوان الفتوى : لا يجب الاغتسال إلا باليقين بخروج المني الموجب للغسل
أنا فتاة غير متزوجة، وأبلغ من العمر 23 عاما. أصبت بوسواس الاحتلام، والجنابة منذ ما يقرب من شهرين، ولله الحمد على كل حال. سؤالي هو: 1-عندما أستيقظ من النوم، ولا أذكر احتلاما، ولا أجد شيئا في ملابسي الداخلية، تـأتيني أفكار أنه يجب أن أنظر بالمرآة في الموضع حتى أتأكد. فهل يجب فعل هذا؟ 2-هل يجب أن أظل طوال اليوم أتفقد ملابسي الداخلية، في كل مرة أدخل دورة المياه، خشية أن يكون نزل مني شيء؟ 3-عندما أستيقظ من النوم ولا أجد شيئا في ملابسي. هل هذا الكشف كاف، ولا يجب أن أهتم بالوسواس بعد ذلك؟ 4-أول البارحة نمت قرابة 20 دقيقة، وأنا أستذكر دروسي، وعندما استيقظت وجدت بعض الأصفر في ملابسي، ولكنه كان جافا، فدخلت على موقعكم الكريم، ووجدت أن صفات المني الجاف أن يكون يابسا، وله رائحة البيض، وهذه البقعة لم تكن يابسة، أو لها رائحة، فجاهدت الوسواس، وأكملت صلاتي. فهل هذا صحيح؟ 5-البارحة غفوت قرابة 15دقيقة، وعندما استيقظت، وجدت بقعة يكاد يكون ليس بها لون أصفر، فشككت، وقلت في نفسي إن الشك لا يبطل الطهارة فصليت، وزاد تأكدي أنه يابس، عندما نزلت هذه الإفرازات بعد المرة الأولى بأكثر من ساعتين. فهل ما فعلته صحيح؟ آسفة جدا على الإطالة، وجعل الله ما تقدمون في ميزان حسناتكم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فعلاج الوساوس هو الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها؛ وانظري الفتوى رقم: 51601، ولا يجب عليك التفتيش، ولا النظر في ثيابك لا بالمرآة، ولا بغيرها إن شككت في خروج شيء منك؛ فإن الأصل عدم خروج شيء. فيكفيك استصحاب هذا الأصل حتى يحصل لك اليقين بخلافه، وصفة مني المرأة، والذي يوجب خروجه الغسل، قد أوضحناها في الفتوى رقم: 128091.
وعند الشك في الخارج هل هو مني أو غيره. فإنك تتخيرين، فتجعلين له حكم ما شئت؛ وانظري الفتوى رقم: 158767.
وبه تعلمين أنه لا حرج عليك في ترك الاغتسال في الأحوال المذكورة، وأنه الصواب؛ دفعا للوسواس، ومجاهدة له، وأنه لا يجب عليك الاغتسال إلا إذا تيقنت يقينا جازما تستطيعين أن تحلفي عليه، أنه قد خرج منك المني الموجب للغسل.
والله أعلم.