عنوان الفتوى : حكم اعتقاد أن الأيام التي خلق الله فيها الكون ليست كأيامنا
قال تعالى: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) وقد قرأت أن بعض الملحدين لا يؤمنون بهذه الآية، بحجة أن عمر الكون 13 مليار سنة، ويقولون: إن هذا كلام غير معقول، فكنت أقول لنفسي: إن هذا الكلام معقول؛ لأن اليوم عند الله مختلف عن اليوم عند البشر، واليوم على كوكب يختلف عن اليوم في كوكب آخر، فاليوم على الأرض، ليس مثل اليوم على بلوتو، أو عطارد مثلًا, لكن قرأت بعدها قول النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ قَالَ فِي القُرآنِ بِرأيِهِ، فَلْيَتَبوأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ. وفي رواية: فقد كفر، فهل أكفر بهذا الاعتقاد الذي اعتقدته، وهذا التفسير الذي قلته؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فواضح من سؤالك هذا، ومن أسئلتك السابقة أنك تعاني من وسوسة في الأمور المتعلقة بالكفر والاستهزاء، وسبب تكاثر هذه الوساوس عليك هو استرسالك معها، واستسلامك لها، وعدم مجاهدتك نفسك في تركها، والإعراض عنها، وقد بينا مرارًا وتكرارًا أن أفضل علاج للوساوس بعد الاستعانة بالله هو الإعراض عنها، وعدم الاكتراث بها، وترك الالتفات إلى شيء منها؛ وانظر الفتوى رقم: 51601.
فهون على نفسك -أيها السائل- فإنك لم تكفر بما اعتقدته، بل إن اعتقادك أن تلك الأيام ليست مثل أيامنا هو ما قال به جمع من المفسرين.
قال القرطبي في تفسير الأيام: "في ستة أيام" أي من أيام الآخرة، أي كل يوم ألف سنة؛ لتفخيم خلق السماوات والأرض... وذكر هذه المدة ولو أراد خلقها في لحظة لفعل؛ إذ هو القادر على أن يقول لها: "كوني فتكون" ولكنه أراد أن يعلم العباد الرفق، والتثبت في الأمور... وحكمة أخرى من خلقها في ستة أيام؛ لأن لكل شيء عنده أجلًا... انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتاوى: 104712، 190003. 20711.
والله أعلم.