عنوان الفتوى : حكم عمل القصص المصورة، والرسوم المتحركة لغرض معتبر

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

بداية: أشكركم على هذا الموقع الرائع. وسؤالي هو عن حكم الرسم الكرتوني، ‏أي الشخصيات الكرتونية، البشرية، غير الموجودة في الحياة، وبعض المشايخ ‏أباحوها؛ لأنها موجهة للأطفال، ولكني ‏كاتبة قصص كرتونية، وهي ‏موجهة لجميع الأعمار: للكبير، والصغير، ‏فقد بدأت تشتهر ظاهرة متابعة ‏الأفلام الكرتونية لجميع الأعمار، ‏ولاحظت أن من يتابعها يتطبع ‏بطبعهم؛ لأن من يرسمها كفار، ‏ونشروا دينهم في المجتمعات المسلمة، ‏وفي أنحاء العالم، وسؤالي هنا أني أكتب قصة مصورة ‏كرتونية بأشكال بشرية تحتوي على ‏قصة خيالية، ولكن بعض الأحداث ‏فيها بهدف نشر الدين إلى جميع ‏الأنحاء بطريقة غير مباشرة، فكما ‏نشروا دينهم بهذه الطريقة، وبهذه ‏السرعة، فقد أستطيع أن أنشر ديننا ‏بنفس طريقتهم، فهل يكون رسمي، وعملي حلال بهذه ‏الطريقة؟ حيث إن لها مغزى ديني، وفي هذه السنوات لا أحد يتقبل نشر ‏الدين من الكفار إلا بطرق غير ‏مباشرة، علمًا أني على مذهب ‏الحنابلة، وشكرًا جزيلًا.‏

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فزادك الله حرصًا، وتوفيقًا لما تحملينه من هم الدعوة إلى دين الله، وإصلاح المجتمع، وتوجيهه الوجهة الصحيحة.

واعلمي أن الأصل هو تحريم رسم الصور تامة الخلقة لذوات الأرواح؛ للأدلة التي ذكرناها في الفتوى رقم: 14116.

ولكن عمل القصص المصورة، والرسوم المتحركة التي أريدت لغرض معتبر، كالتعليم، والدعوة، وتصحيح المفاهيم، فنرجو أن لا يكون فيها حرج، جاء في الموسوعة الفقهية: ثَامِنًا: التَّصْوِيرُ لِلْمَصْلَحَةِ، كَالتَّعْلِيمِ، وَغَيْرِهِ: لَمْ نَجِدْ أَحَدًا مِنَ الْفُقَهَاءِ تَعَرَّضَ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا، عَدَا مَا ذَكَرُوهُ فِي لُعَبِ الأَطْفَالِ: أَنَّ الْعِلَّةَ فِي اسْتِثْنَائِهَا مِنَ التَّحْرِيمِ الْعَامِّ هُوَ تَدْرِيبُ الْبَنَاتِ عَلَى تَرْبِيَةِ الأَطْفَالِ، كَمَا قَالَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ، أَوِ التَّدْرِيبُ، وَاسْتِئْنَاسُ الأَطْفَالِ، وَزِيَادَةُ فَرَحِهِمْ لِمَصْلَحَةِ تَحْسِينِ النُّمُوِّ، كَمَا قَالَ الْحَلِيمِيُّ، وَأَنَّ صِنَاعَةَ الصُّوَرِ أبِيحَتْ لِهَذِهِ الْمَصْلَحَةِ، مَعَ قِيَامِ سَبَبِ التَّحْرِيمِ، وَهِيَ كَوْنُهَا تَمَاثِيلَ لِذَوَاتِ الأَرْوَاحِ، وَالتَّصْوِيرُ بِقَصْدِ التَّعْلِيمِ، وَالتَّدْرِيبِ، ونَحْوُهُمَا لا يَخْرُجُ عَنْ ذَلِكَ. انتهى.

وبقي أن ننبه إلى أن أساليب الدعوة كثيرة، ولا تقتصر على الدعوة غير المباشرة، خلافًا لما تظنينه من أن دعوة الكفار مباشرة لا يتقبلونها.

وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 3127، 117135.

والله أعلم.