عنوان الفتوى : اشكال حول رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام للدجال وهو يطوف بالبيت .
كيف نرد على من يقول أن النبي صلى الله وعليه وسلم قد رأى في منامه الدجال وهو يطوف بالكعبة ، علما بأن رؤيا النبي حق كفلق الصبح ، وأن الدجال لا يمكن أن يدخل مكة كما أخبر صلى الله عليه وسلم بارك الله فيكم
الحمد لله
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ، سَبِطُ الشَّعْرِ، بَيْنَ رَجُلَيْنِ يَنْطِفُ رَأْسُهُ مَاءً - أَوْ يُهَرَاقُ رَأْسُهُ مَاءً - قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا ابْنُ مَرْيَمَ .
ثُمَّ ذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ، فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ، جَسِيمٌ، جَعْدُ الرَّأْسِ، أَعْوَرُ الْعَيْنِ، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: الدَّجَّالُ، أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ ) رواه البخاري (3441) ومسلم (171) .
ورواه البخاري (3440) بلفظ :
( وَأَرَانِي اللَّيْلَةَ عِنْدَ الكَعْبَةِ فِي المَنَامِ، فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ، كَأَحْسَنِ مَا يُرَى مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ تَضْرِبُ لِمَّتُهُ بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ، رَجِلُ الشَّعرِ، يَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاءً، وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلَيْنِ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ.
ثُمَّ رَأَيْتُ رَجُلًا وَرَاءَهُ جَعْدًا قَطِطًا أَعْوَرَ العَيْنِ اليُمْنَى، كَأَشْبَهِ مَنْ رَأَيْتُ بِابْنِ قَطَنٍ، وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلٍ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: المَسِيحُ الدَّجَّالُ ) .
فظاهر هذه الرؤيا ، أن الدجال يدخل مكة ويطوف بالكعبة ؛ بينما صح أن الدجال يمنع من دخول مكة والمدينة .
عن أَنَس بْن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ، إِلَّا مَكَّةَ، وَالمَدِينَةَ ... ) رواه البخاري (1881) ومسلم (2943) .
وهذا الإشكال قد أشار أهل العلم إلى جوابين عليه :
الجواب الأول :
أن المنع من دخول الدجال إلى مكة سيكون بعد ظهور فتنته ، أما قبلها أو في الزمن الماضي فلا يوجد من نصوص الشرع ما يدل على منعه من دخولها .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى :
" وفيه – أي حديث ابن عمر السابق - دلالة على أن قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الدجال لا يدخل المدينة ولا مكة ) أي في زمن خروجه، ولم يرد بذلك نفي دخوله في الزمن الماضي والله أعلم " انتهى. "فتح الباري" (6 / 488 -489) .
ومما يؤكد هذا أن الأحاديث نصت بوضوح أن منع دخول الدجال إلى مكة والمدينة إنما يكون زمن فتنته .
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( لاَ يَدْخُلُ المَدِينَةَ رُعْبُ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، لَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ، عَلَى كُلِّ بَابٍ مَلَكَانِ ) رواه البخاري (1879) .
ورعبه إنما يكون في زمن خروجه ، وظهور فتنته .
الجواب الثاني :
أن هذه رؤيا منام ، وكون رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم وحيا ، وحقا : لا يلزم منه أن تكون دوما على ظاهرها ، فقد تأتي أحيانا على سبيل ضرب الأمثال وليس على ظاهرها .
قال القاضي عياض رحمه الله تعالى :
" وأما طواف عيسى بالبيت : فإن كانت رؤيا عين فعيسى - عليه السلام - حىُّ لم يمت .
وإن كانت رؤيا منام ، كما بيَّنه ابن عُمرَ في حديثه : فهو محتمل، لما تقدَّم ، وللتأويل للرؤيا .
وعلى هذا يحمل ما ذُكر من طواف الدجال بالبيت ، وأن ذلك رؤيا ؛ إذ ورد في الصحيح أنه لا يدخل مكة ولا المدينة " انتهى . "اكمال المعلم" (1 / 522 - 523) .
ومعنى هذا أن الرؤيا قابلة للتأويل والتعبير .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى :
" لا يلزم من كون المنام على ظاهره : أن لا يكون بعضه يفتقر إلى تعبير، فإن رؤيا الأنبياء حق ؛ يعني : ليست من الأضغاث سواء كانت على حقيقتها ، أو مثالا، والله أعلم " انتهى من "فتح الباري" (12 / 416) .
ومن أمثلة ذلك :
عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِخَزَائِنِ الأَرْضِ، فَوُضِعَ فِي كَفِّي سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ، فَكَبُرَا عَلَيَّ، فَأُوحيَ إِلَيَّ أَنِ انْفُخْهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا فَذَهَبَا، فَأَوَّلْتُهُمَا الكَذَّابَيْنِ اللَّذَيْنِ أَنَا بَيْنَهُمَا، صَاحِبَ صَنْعَاءَ، وَصَاحِبَ اليَمَامَةِ ) رواه البخاري (4375) ومسلم (2274) .
وعن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ، أنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ ، وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثُّدِيَّ، وَمِنْهَا مَا دُونَ ذَلِكَ، وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ.
قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ: الدِّينَ ) رواه البخاري (23) ومسلم (2390) .
وعلى هذا يحتمل أن تكون رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم للدجال وهو يطوف بالبيت : هي من الرؤى القابلة للتعبير، وليس على ظاهرها .
والله أعلم .
الجواب :
الحمد لله
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ، سَبِطُ الشَّعْرِ، بَيْنَ رَجُلَيْنِ يَنْطِفُ رَأْسُهُ مَاءً - أَوْ يُهَرَاقُ رَأْسُهُ مَاءً - قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا ابْنُ مَرْيَمَ .
ثُمَّ ذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ، فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ، جَسِيمٌ، جَعْدُ الرَّأْسِ، أَعْوَرُ الْعَيْنِ، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: الدَّجَّالُ، أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ ) رواه البخاري (3441) ومسلم (171) .
ورواه البخاري (3440) بلفظ :
( وَأَرَانِي اللَّيْلَةَ عِنْدَ الكَعْبَةِ فِي المَنَامِ، فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ، كَأَحْسَنِ مَا يُرَى مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ تَضْرِبُ لِمَّتُهُ بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ، رَجِلُ الشَّعرِ، يَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاءً، وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلَيْنِ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ.
ثُمَّ رَأَيْتُ رَجُلًا وَرَاءَهُ جَعْدًا قَطِطًا أَعْوَرَ العَيْنِ اليُمْنَى، كَأَشْبَهِ مَنْ رَأَيْتُ بِابْنِ قَطَنٍ، وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلٍ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: المَسِيحُ الدَّجَّالُ ) .
فظاهر هذه الرؤيا ، أن الدجال يدخل مكة ويطوف بالكعبة ؛ بينما صح أن الدجال يمنع من دخول مكة والمدينة .
عن أَنَس بْن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ، إِلَّا مَكَّةَ، وَالمَدِينَةَ ... ) رواه البخاري (1881) ومسلم (2943) .
وهذا الإشكال قد أشار أهل العلم إلى جوابين عليه :
الجواب الأول :
أن المنع من دخول الدجال إلى مكة سيكون بعد ظهور فتنته ، أما قبلها أو في الزمن الماضي فلا يوجد من نصوص الشرع ما يدل على منعه من دخولها .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى :
" وفيه – أي حديث ابن عمر السابق - دلالة على أن قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الدجال لا يدخل المدينة ولا مكة ) أي في زمن خروجه، ولم يرد بذلك نفي دخوله في الزمن الماضي والله أعلم " انتهى. "فتح الباري" (6 / 488 -489) .
ومما يؤكد هذا أن الأحاديث نصت بوضوح أن منع دخول الدجال إلى مكة والمدينة إنما يكون زمن فتنته .
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( لاَ يَدْخُلُ المَدِينَةَ رُعْبُ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، لَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ، عَلَى كُلِّ بَابٍ مَلَكَانِ ) رواه البخاري (1879) .
ورعبه إنما يكون في زمن خروجه ، وظهور فتنته .
الجواب الثاني :
أن هذه رؤيا منام ، وكون رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم وحيا ، وحقا : لا يلزم منه أن تكون دوما على ظاهرها ، فقد تأتي أحيانا على سبيل ضرب الأمثال وليس على ظاهرها .
قال القاضي عياض رحمه الله تعالى :
" وأما طواف عيسى بالبيت : فإن كانت رؤيا عين فعيسى - عليه السلام - حىُّ لم يمت .
وإن كانت رؤيا منام ، كما بيَّنه ابن عُمرَ في حديثه : فهو محتمل، لما تقدَّم ، وللتأويل للرؤيا .
وعلى هذا يحمل ما ذُكر من طواف الدجال بالبيت ، وأن ذلك رؤيا ؛ إذ ورد في الصحيح أنه لا يدخل مكة ولا المدينة " انتهى . "اكمال المعلم" (1 / 522 - 523) .
ومعنى هذا أن الرؤيا قابلة للتأويل والتعبير .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى :
" لا يلزم من كون المنام على ظاهره : أن لا يكون بعضه يفتقر إلى تعبير، فإن رؤيا الأنبياء حق ؛ يعني : ليست من الأضغاث سواء كانت على حقيقتها ، أو مثالا، والله أعلم " انتهى من "فتح الباري" (12 / 416) .
ومن أمثلة ذلك :
عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِخَزَائِنِ الأَرْضِ، فَوُضِعَ فِي كَفِّي سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ، فَكَبُرَا عَلَيَّ، فَأُوحيَ إِلَيَّ أَنِ انْفُخْهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا فَذَهَبَا، فَأَوَّلْتُهُمَا الكَذَّابَيْنِ اللَّذَيْنِ أَنَا بَيْنَهُمَا، صَاحِبَ صَنْعَاءَ، وَصَاحِبَ اليَمَامَةِ ) رواه البخاري (4375) ومسلم (2274) .
وعن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ، أنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ ، وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثُّدِيَّ، وَمِنْهَا مَا دُونَ ذَلِكَ، وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ.
قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ: الدِّينَ ) رواه البخاري (23) ومسلم (2390) .
وعلى هذا يحتمل أن تكون رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم للدجال وهو يطوف بالبيت : هي من الرؤى القابلة للتعبير، وليس على ظاهرها .
والله أعلم .
أسئلة متعلقة أخري | ||
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |