عنوان الفتوى : معرفة الشيطان بإرادة العبد فعل الخير أو هوى النفس
نويت صيام يوم ولم تمر 4 ساعات حتى أحسست برغبة في الطعام ولا أعرف أهذا وساوس من الشيطان أم النفس الأمارة بالسوء؟ فأفطرت وأظهرت أنني متعبة، ولذلك أفطرت لكي يفهم الشيطان أنه لم يؤثر علي. فهل يجوز هذا أم أنه بدعة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأولى لمن تطوع بالصوم إتمامه، ولكن يجوز مع ذلك له أن يفطر، كما بينا في الفتويين: 45705، 141207.
وقد بين لنا الشرع الشريف ما ندفع به عنا كيد الشيطان ذكرنا بعضه في الفتاوى التالية: 137190، 132907، 7427.
ولم يرشدنا الشرع إلى مخادعة الشيطان بما ذكرت، وما فعلته ليس حيلة صحيحة، فإن الشيطان قريب من قلب ابن آدم ويعرف شهواته، قال ابن تيمية -رحمه الله- في شرح حديث النزول: بل الشيطان يلتقم قلبه، فإذا ذكر الله خَنَس ـ أي انقبض وتأخر ـ وإذا غفل قلبه عن ذكره وسوس، ويعلم هل ذكر الله أم غفل عن ذكره؟ ويعلم ما تهواه نفسه من شهوات الغي فيزينها له، وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ذكر صفية ـ رضي الله عنها: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ـ وقرب الملائكة والشيطان من قلب ابن آدم مما تواترت به الآثار، سواء كان العبد مؤمنا أو كافرًا. انتهى.
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله ضمن سؤال طويل: وإذا نويت عمل خير في قلبي هل يعلم به الشيطان ويحاول صرفي عنه؟ فأثبت ذلك، وانظري جوابه في الفتوى: 151225.
ونخشى أن تكون هذه الوسيلة هي نفسها من كيد الشيطان، فانشغلي بالوسائل الشرعية لمدافعته، وراجعي الفتوى: 212974.
والله أعلم.