عنوان الفتوى : علاج وسواس القراءة ومخارج الحروف
أعاني من وساوس، والآن وسوسة جديدة: كيف أنطق الضاد. لقد حاولت، ورددت خلف القراء المعروفين. في البداية لم أنطق تماماً مثل بعضهم لأني أشعر بتفخم الضاد، فأحاول نطقها مثل ما قرأت لديكم من صفة مخرجها، ونطقها، وبعد ذلك أحاول نطقها كالشريم، لكن ألاحظ أنهم ينطقون ضاد المغضوب بشكل مختلف عن ضاد الضالين. حاولت نطقها، فمرة أصيب، ومرة أخطئ، وأكرر في الصلاة، أحياناً يلمس لساني الأسنان التي في المقدمة في الأعلى، وأحاول عدم حدوث ذلك، لكن عجزت، فأتجاهل ذلك في الصلاة، وأكمل، وبعدها أنطقها دون لمس الأسنان بشكل أعتقد أنه صحيح، وذلك بعد الصلاة. فماذا علي؟ لقد حاولت. وشكراً.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالوسوسة من شر الأدواء، وأخطر الأمراض التي متى تسلطت على العبد أفسدت دينه ودنياه، فعليك أن تعرضي عن الوساوس وألا تلتفتي إليها، واقرئي بصورة عادية طبيعية من غير تكلف، ولا تنطع، ثم لا تلتفتي لما يلقيه الشيطان في قلبك من الوساوس بعد ذلك، وقد حذر أهل العلم من الوسوسة عموما، ومن الوسوسة في مخارج الحروف.
قال ابن القيم رحمه الله: ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف والتنطع فيها. ونحن نذكر ما ذكره العلماء بألفاظهم:
قال أبو الفرج بن الجوزي: "قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف، فتراه يقول: الحمد، الحمد. فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة. وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد "المغضوب" قال: "ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده، والمراد تحقيق الحرف حسب. وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق، ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة. وكل هذه الوساوس من إبليس. إلى أن قال: والمقصود. أن الأئمة كرهوا التنطع والغلو في النطق بالحرف. ومن تأمل هدي رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، وإقراره أهل كل لسان على قراءتهم، تبين له أن التنطع، والتشدق، والوسوسة في إخراج الحروف ليس من سنته. انتهى.
فعليك أن تدعي الوساوس، ثم اعرضي قراءتك على عالم بالقراءة، ثم لا تقيمي للوساوس وزنا، ولا تلقي لها بالا.
والله أعلم.