أرشيف المقالات

تأمل ما تنطوي عليه نفوس المنافقين من البغض لدين الله تعالى

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
تأمل ما تنطوي عليه نفوس المنافقين من البغض لدين الله تعالى!
 
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا﴾ [النساء: 78].
 
تأملْ قَولَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ.......﴾، لتعلم حال أولئك الفجار الذين نبذوا دين الله وراءهم ظهريًّا، وانسلخوا منه انسلاخ الحية من جلدها، وهم مع ذلك يوهمون من يراهم أنهم أصحاب الدين الحقِّ، الذين يحمون بيضته، ويذبون عن حياضه، بقولهم حين تُصِيبُهُمْ حَسَنَةٌ: ﴿هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾.
 
فإذا كنتم تعرفون الله تعالى وترجون رحمته، وتخافون عقابه، فلمَ لا تطيعون أمره؟ ولِمَ لا تعبدونه حق عبادته؟ ولماذا إذا ذُكر الله وحده اشمأزَّت قلوبكم، وإذا ذكر الذين من دونه تستبشرون؟ ولماذا لا تريدون لشريعته أن تسود؟ ولماذا تنادون ألا يخرج الدين عن المساجد؟
 
ثم تأمل ما تنطوي عليه نفوسهم من البغض لدين الله تعالى حين ينسبون كل بلاء لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولسنته من بعده، ولِحَمَلَةِ دينه من العلماء العاملين، والمتدينين الصادقين بقولهم حين تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ: ﴿هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ﴾؛ أي: بشؤمك، وشؤم ما جئتنا به.
 
ألم يعلم هؤلاء السفهاء أن بعثة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هي أعظم حسنة لهم من الله، وأن شريعته التي لا يكفون عن الطعن فيها ليلَ نهارَ، هي مصدر عزهم في الدنيا، وسبب نجاتهم يوم القيامة؟ ألم يسمعوا قول الله تعالى: ﴿لَقَدْ أَنزلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾ [الْأَنْبِيَاءِ: 10]؛ أي: شَرَفُكم ورفعتكم في الدنيا والآخرة، ألم يسمعوا قول الله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الشُّورَى: 52]، ليكفوا عن وسم أتباعه، بالأصوليين المتشددين لأنهم اتبعوا أمره واقتفوا أثره، وأخذوا بسنته!
 
بلى تناهي إلى سمعهم ذلك، ويعلمونه علم اليقين، ولكن ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [الحج: 46].

شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن