عنوان الفتوى : حكم الانحراف عن القبلة في بعض الصلاة
في أحد الأيام ذهبت إلى متنزه، وكان علي أداء العصر، ولم تكن الأرض مستوية، وكادت إحدى قدمي تسقط في حفرة أثناء الصلاة، وقد اتجهت للقبلة مثل ما قال أبي، وعندما كنت أصلي كانت أختي الصغيرة تصلي بقربي، وكان أبي قد أقامها باتجاه القبلة فظننت أنها كانت مخطئة، وعندما انتهت سمعتهم يقولون إن أختي كانت مثل اتجاه قبلتي، ورأيت أبي يشير لاتجاه، فقمت بالالتفات قريبا من الاتجاه الذي أشار إليه والدي أثناء الصلاة، وعندما حان موعد المغرب اتجهت نفس الاتجاه قبل أن ألتف، فما حكم صلاتي؟ مع العلم أن كل الالتفات كان يسيرا. وأثناء التشهد عند قول: الصالحين. شعرت كأنني أردت القيام، فتمالكت، ولا أعلم هل هي مجرد وسوسة أم أنني فعلاً كنت على وشك قطع التشهد، مع العلم أنني لم أقم، فأنا أعاني من الوساوس، فماذا علي؟. وشكراً .
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يعافيك من الوساوس، واعلمي أن من أهم وسائل التغلب على الوساوس بعد الاستعانة بالله عز وجل الإعراض والتلهي عنها، وقد ذكرنا بعض الوسائل المعينة للتغلب عليها في الفتويين رقم: 51601، ورقم: 3086.
كما تمكنك الاستفادة من قسم الاستشارات بموقعنا، والظاهر أن سؤالك هذا من الوساوس أيضا، وأن اتجاه صلاتك كان صحيحا من البداية، حيث قام أبوك بتعديل وجهة أختك بينما لم يقم بتعديل وجهتك، وعموما فحيث كان الانحراف يسيرا ـ كما هو الظاهر من السؤال ـ فإنه لا يبطل الصلاة، وراجعي لمزيد الفائدة عن معيار الانحراف اليسير فتوانا رقم: 245950.
وأما بالنسبة لشعورك بإرادة القيام أثناء التشهد: فحيث إنك لم تقومي فلا يترتب على شعورك هذا أثر.
وبخصوص عدم استواء الأرض على النحو المذكور في السؤال: فلا تبطل به الصلاة، وإن كان الأفضل أن تؤدي الصلاة بمكان معتدل بحيث تكون أعضاء المصلي بحالة سوية، وانظري لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 188905.
والخلاصة أن صلاتك صحيحة ـ إن شاء الله ـ وننصحك بعدم الاسترسال مع الوساوس.
والله أعلم.