عنوان الفتوى : بناء المسجد بمال بعضه حرام
ما حكم بناء مسجد من مال المحسنين علماً أن بعض المال مال حرام، أقصد أن بعض المحسنين معروف عنهم معاملتهم بالحرام مثل الرشوة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد جاء في الصحيحين وغيرهما عن عثمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة " فبناء المساجد فيه الخير الكثير، والثواب الجزيل، عند الله تعالى، وهذا الحديث وما في معناه يفيد أن من بنى لله مسجداً سيدخل الجنة، فإذا أراد الشخص بناء مسجد، وكان في ماله بعض الحرام، فينبغي له أن يخصص من ماله الحلال ما يبني به بيت الله، لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، هذا هو الأولى والأفضل لمن يريد أن ينال هذا الثواب العظيم.
أما إذا كان الشخص يملك أموالاً محرمة، مثل الفوائد الربوية أو غيرها، وأراد التخلص منها، فإن له أن يبني بها المساجد للمسلمين، وله أن يفعل غير ذلك من وسائل التخلص منها في وجوه البر والإحسان، وهذا من باب التخلص من الحرام، وليس من باب الصدقة.
والله أعلم.