عنوان الفتوى : أعمال الصائم المتطوع أعظم ثوابا وفضلا
هل يأخذ المسلم أجراً أكبر على الأعمال الصالحة والحسنات، مثل: الصلاة، أو الصدقة، أو قراءة القرآن، أو الذكر.. إذا عملها وهو صائم ـ أقصد صيام تطوع، وليس صيام رمضان؟ وما هو الدليل على ذلك إن كان الأجر بالفعل يزداد؟. وجزاكم الله تعالى خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد وردت في السنة إشارات تفيد أن فضل العبادة يزداد إذا صحبها الصيام، ومن ذلك ما جاء في السنن الكبرى للبيهقي: باب: استحباب الصيام للاستسقاء، لما يرجى من دعاء الصائم ـ وذكر فيه الحديث عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر.
وعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن ألان الكلام، وأطعم الطعام، وتابع الصيام، وصلى بالليل والناس نيام. رواه البيهقي في شعب الإيمان وصححه الألباني.
وعن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان. متفق عليه.
وجاء في الحاوي الكبير: قال الشافعي: وأحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداء به، ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثير منهم بالصوم والصلاة عن مكاسبهم. اهـ.
وعن سهل بن معاذ عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن رجلا سأله فقال أي الجهاد أعظم أجرا؟ قال أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا، قال فأي الصائمين أعظم أجرا؟ قال أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا، ثم ذكر لنا الصلاة والزكاة والحج والصدقة، كل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا، فقال أبو بكر ـ رضي الله تعالى عنه ـ لعمر رضي الله تعالى عنه: يا أبا حفص؛ ذهب الذاكرون بكل خير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل. رواه أحمد والبيهقي، وفيه ضعف.
وورد في حديث رواه البيهقي وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نَوْمُ الصَّائِمِ عِبَادَةٌ، وَصَمْتُهُ تَسْبِيحٌ، وَعَمَلُهُ مُضَاعَفٌ، ودعاؤه مستجاب، وذنبه مغفور. وتكلم أهل العلم في سنده.
قال العلامة المناوي في فيض القدير: وعمله مضاعف ـ والحسنة بعشرة إلى ما فوقها: ودعاؤه مستجاب، وذنبه مغفورـ أي ذنوبه الصغائر ما اجتنبت الكبائر.
والله أعلم.