عنوان الفتوى : هل يدخل في حديث: "من أحصاها دخل الجنة" ذكر صفات الله؟
هل يدخل في حديث: "من أحصاها دخل الجنة" ذكر صفات الله تعالى، أم الإحصاء يكون للأسماء فقط دون الصفات؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الذي نص عليه الحديث الشريف هو معرفة أسماء الله تعالى وإحصائها، ولكن أسماء الله الحسنى متضمنة لصفات، والمراد بإحصائها في قوله صلى الله عليه وسلم: من أحصاها دخل الجنة. أَحصاها علْمًا، وَإِيمَانًا بِهَا، وَيَقِينًا بأَنها صِفَاتُ اللَّهِ عزَّ وَجَلَّ. كما قال العلماء.
جاء في فتاوى الشيخ ابن جبرين: والمراد بإحصائها في قوله: (من أحصاها دخل الجنة) ليس هو مجرد حفظها، لكنه اعتقاد صحتها، والعمل بها، واعتقاد مدلولها، فإن كل اسم دال على صفة؛ فقد ذكر العلماء أن كل اسم من أسماء الله له ثلاث دلالات: دلالة على الذات، وتسمى دلالته - دلالة مطابقة -، ودلالة على الصفة المشتقة منه، وتسمى - دلالة تضمن -، ودلالة على بقية الصفات، وتسمى - دلالة التزام -؛ فمثال ذلك من أسماء الله (الرحمن) فهو دال على ذات الرب بالمطابقة، أي إنه اسم للذات الربانية، لا يدل إلا على الله، ولا يصح إلا لله تعالى .. فدلالته دلالة مطابقة، ودلالته على الرحمة التي هو مشتق منها نسميها دلالة تضمن، أي: في ضمن هذا الاسم (الرحمة) كما أن العزيز فيه صفة العزة، والغفور فيه صفة المغفرة، والحكيم فيه صفة الحكمة، والوهاب، والرزاق، والحكم، والعدل كل اسم منها دال على صفة اشتقت منه، فهذه دلالة تضمن، أي: هذه الصفة في ضمن هذا الاسم، فإذا آمن المسلم بهذه الأسماء الحسنى، فمعناه أنه يعتقد دلالتها، يعتقد أن الله مسمى بالرحمن، وأنه متصف بالرحمة، وتسمى بالعزيز واتصف بالعزة، وتسمى بالحكيم، واتصف بالحكمة. اهـ.
لذلك فإن معرفة الصفات العلى التي دلت عليها الأسماء، داخلة في معرفة الأسماء الحسنى؛ فمن أحصى هذه الأسماء، وعرف معناها؛ فقد عرف الصفات أيضًا؛ لأنها متضمنة لها.
والله أعلم.