عنوان الفتوى : الزنا فاحشة سيئة، واللواط أقبح وأمَرُّ
لقد تم استغلالي من طرف ابن جيراننا وأنا أبلغ من العمر 9سنوات وهو يأتيني من دبر ومن قبل فما حكم الشرع في ذلك؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالزنا كبيرة من كبائر الذنوب، توعد الله أصحابه بمضاعفة العذاب في نار جهنم مع الإهانة والإذلال.
قال سبحانه (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً) (الفرقان:68) .
ويقول سبحانه :
(وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) (الإسراء:32) .
وأفحش منه وأقبح الإتيان من الدبر.
فعلى السائلة المبادرة بالتوبة إلى الله عز وجل قبل أن يفاجئها الموت وهي على هذه الحال، فتندم حين لا ينفع الندم، وعليها أن تعلم أن الاستمرار في هذا الطريق تدمير للحياة وقضاء على المستقبل، فإنه طريق مظلم يؤدي إلى سخط الله عز وجل وعقابه في الآخرة وإلى الحرمان من السعادة والاطمئنان في الدنيا.
والتوبة والإقلاع خير علاج فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه والتوبة تحصل باجتماع أمور ثلاثة: أولها: الندم على ما فات من الذنب. والثاني: الإقلاع عنه في الحال. والثالث: العزم على عدم الرجوع إليه في المستقبل.
ونفتح للسائلة باباً آخر من أبواب الأمل في التخلص من الماضي البئيس.. وذلك بأن نقول لها: إذا لم تكن قد بلغت فإنه لا إثم عليها فيما مضى، وإنما الإثم على الفاعل بها ما فعل.
والبلوغ يحصل للفتاة بواحد من أربعة أمور: أولها: الاحتلام. وثانيها: نبات شعر العانة. وثالثها: الحيض. ورابعها: بلوغ خمسة عشر عاماً ، فإذا حصل واحد من هذه الأربع فقد بلغت الفتاة وجرى عليها التكليف .
والله أعلم.