عنوان الفتوى : حديث باطل لا أصل له في بعض ما يجري آخر الزمان من أحداث .

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

قرأت زوجتي الحديث التالي ، وهو يبدو غير صحيح ، ولكنني أريد التأكد من صحته. الحديث هو: عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أفلا أنبئكم بما يحدث آخر الزمان ) ، قالوا : أخبرنا ولا بأس ، فقال : ( في عقود الهجرة بعد الألف وثلاثمائة ، واعقدوا عقودا ، يرى ملوك الروم أن حرب الدنيا كلها يجب أن تكون ، فأراد الله له حربا ، ولم يذهب طويل زمن عقد وعقد فسلط رجل من بلاد اسمها ( جرمن ) له اسم الهر أراد أن يملك الدنيا ويحارب الكل في بلاد ثلج وخير ، فأمسى في غضب الله بعد سنوات نار ، أرداه قتيلا سر الروش أو الروس ، وفي عقود الهجرة بعد الألف وثلاثمائة عد خمسا أو ستا يحكم مصر رجل يكنى ( ناصر ) يدعوه العرب ( شجاع العرب ) وأذله الله في حرب وحرب وما كان منصورا ، ويريد الله لمصر نصرا له حقا في أحب شهوره وهو له فأرضى مصر رب البيت والعرب بأسمر سادا أبوه أنور منه ..." ؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان


الحمد لله
هذا كلام باطل لا أصل له ، لا ينسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، أو يظن صدوره عنه : من له أدنى صلة بعلم الدين والشرع ، ومن له مسكة من عقل ، وحياء يمنعه عن الكذب على رب العالمين .
وإنما نسبه إليه دجال من دجاجلة هذا الزمان ، عامله الله بما يستحق ؛ نقلا عن كتاب مخطوط ـ بزعمه الكاذب ـ ، وقد قال : إنه موجود بإحدى المكتبات في تركيا !!

وما ظن العاقل بما يذكره من لا صلة له بالعلم ، عن مصدر مجهول لا يعرف حاله؟!

وأين كتب السنة ودوايين الحديث عن هذا النبأ العظيم ، لو كان له أصل حتى يظفر به هذا المغمور ، الجهول ؟!
سبحانك ؛ هذا بهتان عظيم !!

والحاصل : أن نسبة هذا الكلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم الكذب والافتراء ، وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ )
رواه مسلم في " مقدمة الصحيح " (1/7) .
قال النووي رحمه الله :
" فِيهِ تَغْلِيظُ الْكَذِبِ ، وَالتَّعَرُّض لَهُ ، وَأَنَّ مَنْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ كَذِبُ مَا يَرْوِيهِ ، فَرَوَاهُ : كَانَ كَاذِبًا ؛ وَكَيْف لَا يَكُون كَاذِبًا وَهُوَ مُخْبِرٌ بِمَا لَمْ يَكُنْ ؟ " انتهى .

ومما يدل على أن هذا الحديث موضوع: ركاكة ألفاظه ، فإن كلام النبي صلى الله عليه وسلم في أعلى درجات الفصاحة والبيان بعد القرآن الكريم .
وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم : (98640) .
والله تعالى أعلم .