عنوان الفتوى : يقتصر العبد في الإتيان بالأذكار بما يستطيعه
أعاني من النسيان، والوسوسة القهرية؛ مما يؤثر على قراءتي للقرآن ولأذكار الصباح والمساء، فلا أعلم أين وصلت، وقد سمعت شيخًا يقول: "من نسي في القراءة، أو في تلاوة الأذكار فعليه أن يعيدها من أولها".
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يلزمك إعادة تلاوة القرآن، أو الأذكار من أولها إذا شككت، أو نسيت ما وصلت إليه منها، ويكفيك أن تقرأ من المكان الذي ترى أنك وصلت إليه، أو مما تيسر لك؛ لأن ترتيبها من أولها إلى آخرها غير لازم، بل هي من أصلها غير واجبة، والأمر فيها واسع، كما قال الإمام النووي في الأذكار: باب ما يقال عند الصباح والمساء: اعلم أن هذا الباب واسع جدًّا، ليس في الكتاب باب أوسع منه، .. فمن وفق للعمل بكلها فهي نعمة وفضل من الله تعالى عليه، وطوبى له، ومن عجز عن جميعها فليقتصر من مختصراتها على ما شاء، ولو كان ذكرًا واحدًا.
ولأن الإعادة والرجوع إلى أولها يرسخ الوسواس، ويزيده، قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع: والموسوس لا عبرة بشكه.
ومن أهم ما يذهب الوسواس - بإذن الله تعالى -: الإعراض عنه، وعدم الالتفات إليه، نسأل الله تعالى أن يشفيك، وانظر الفتوى رقم: 3086 لمعرفة علاج الوسواس، ولمعرفة علاج النسيان انظر الفتوى: 22996.
والله أعلم.