عنوان الفتوى : الوترآكد السنن...وكيفية قضائها
لقد كنت لا أصلي صلاة الشفع والوتر ومن فترة واظبت على صلاتها ولكني رجعت وتركتها فأريد أن اسأل عن حكم صلاة الشفع والوتر وهل هي فرض؟ وماذا عليّ أن أفعل عن الأيام التي لم أصل فيها؟ أرجوكم أفيدوني أفادكم الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذهب جمهور العلماء إلى أن الوتر سنة وليس واجباً، وخالفهم أبو حنيفة فقال: إنه واجب، وروي عنه أنه فرض، والراجح ما ذهب إليه الجمهور، ومن أقوى الأدلة وأصرحها على عدم وجوب الوتر حديث طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول، حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خمس صلوات في اليوم والليلة .." فقال: هل علي غيرها؟ قال: " لا إلا أن تطوع.. " الحديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
قال الباجي في المنتقى شرح موطأ مالك : (وهذا نص في أنه لا يجب من الصلوات غير الصلوات الخمس لا وتر ولا غيره). انتهى.
ومن هنا تعلم أخي السائل أنه لا يجب عليك قضاء الوتر الذي فاتك في الأيام التي أشرت إليهاولكن يندب. واعلم أنه إذا فاتك الوتر في ليلة ما فإنه يشرع لك قضاؤه شفعاً إذا أصبحت، ونصيحتنا أن تحافظ على الوتر في كل ليلة فهو من آكد السنن، التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحافظ عليها، ويوصي بها أصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين. والله أعلم.