الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فهناك جماعة من الصحابة يكنون بأبي طلحة، ومن أشهرهم مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي وهو مشهور بكنيته، كان من فضلاء الصحابة، وهو زوج أم سليم والدة أنس بن مالك ، فأنس بن مالك ربيبه.
وفي سنن النسائي من حديث أنس رضي الله عنه قال: خطب أبو طلحة أم سليم، فقالت: يا أبا طلحة ما مثلك يرد، ولكنك أمرؤ كافر وأنا مسلمة لا تحل لي، فإن تسلم فذلك مهري، فأسلم فكان ذلك مهرها.
كان يرمي بين يدى النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه ينظر، فرفع أبو طلحة وقال: هكذا لا يصيبك بعض سهامهم نحري دون نحرك.
ومات أبو طلحة غازياً في البحر، فما وجدوا جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام، ولم يتغير شيء من جسده.
قال الحافظ ابن حجر في الإصابة: أخرجه الفسوي في تاريخه، وأبو يعلى وإسناده صحيح.
وروى مسلم وغيره عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حلق شعره بمنى فرق شقه الأيمن على أصحابه الشعرة والشعرتين، وأعطى أبا طلحة الشق الأيسر كله.
وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: لما نزلت: لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ قال أبو طلحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحب أموالي إليّ بيرحاء، وإنها صدقة أرجو برها وذخرها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بخ بخ ذاك مال رابح.
قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: صوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة.
بقي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد عن عشرين سنة.
يسرد الصيام ولا يفطر إلا عيد فطر أو أضحى.
والله أعلم.