عنوان الفتوى : تعريف بعقيدة جلال الدين الرومي وكتابه المثنوي
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد: أنا من الصين. بلدي وملتي قد غرقوا في ضلالات الجهل، ولا سيما في عقيدة التصوف؛ لقلة علماء الحق في القديم. ولكن تفضل الله علينا بالعلماء المحققين، الموحدين الذين نقوا أمتي بإذن الله عن عقيدة التصوف، والجهل. فاضمحلت عقيدة التصوف في ملتنا، الحمد لله حتى لا توجد إلا في الشيوخ الجاهلين هداهم الله. ولكن أصل الضلال والمضلين موجود. فسؤالي: جلال الدين الرومي هو من أكبر الشيوخ الصوفيين، وهو من الذين عظمتهم ملتي من قديم، وجعل لكتابه المشهور (المثنوي) قدرا كالقرآن الكريم حتى أعلى منه. ولكن في زمن قريب ندرت هذه الحال بعد جهد المحققين حتى لا يعرف الشباب - وأنا منهم - من هو؟ للأسف شاعت أقوال هذا الرجل في الحب والعشق بواسطة أداة الاتصالات اليوم بين أبناء ملتي، ينقلونها بجهل عقيدة صاحبها، ويضيفون إليها في آخرها: مولانا جلال الدين الرومي. وسمعنا أيضا من يعمل على ترجمة المثنوي إلى اللغة الأيغورية، فأريد أن أنهاهم، ولكن ما وجدت القول الفاصل فيه، والمراجع في سيرته الصحيحة. فأرجو منكم أن تبينوا لي - مباشرة بلا إشارة إلى المراجع - سيرته المختصرة وعقيدته، وأقوال المحققين فيه، ومرتبة الرجل من الإيمان، ومرتبة كتابه المثنوي، وأقوال العلماء فيه، وحكم نقل أقواله غير المخالفة للشرع، وحكم إطلاق كلمة (مولانا) له ولمثله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الجلال الرومي مذهبه كمذهب ابن عربي الصوفي، القائم على اعتقاد وحدة الوجود، ولك أن ترجع في بيان مذهبه، وحكم مطالعة كتبه الفتويين: 32148، 80273. ولمزيد الفائدة يمكن مرجعة الفتوى رقم: 73999.
وللوقوف على تفاصيل ذلك وبيان حقيقة كتاب (المثنوي) يمكن مراجعة كتاب: (أخبار جلال الدين الرومي ووقفات مع ترجمته) لأبي الفضل القونوي. وتجده على هذا الرابط: http://www.archive.org/download/ajdrajdr/ajdrajdr.pdf
وأما حكم نقل أقواله غير المخالفة للشرع، فالأصل جواز ذلك، إلا أن الأولى والأفضل والأنفع هو الاستشهاد بكلام الصحابة والتابعين لهم بإحسان؛ لما في ذلك من الحكمة في ذاته، والأثر المتعدي في المحبة والاقتداء. ولا يخفى ما يمكن أن يقع في قلوب العامة من محبة، أو تعظيم لأهل البدع إذا جرى الاستشهاد بكلامهم دون تنبه أو تفطن لحالهم! ثم إن من اشتهر ببدعة ضلالة حتى صار عَلَماً عليها، لا ينبغي ذكره والاستشهاد بأقواله، حتى لا يكون ذلك مدعاة لتثبيت بدعته وذيوعها. ولهذه العلة ذاتها لا نرى إطلاق كلمة (مولانا) عليه وعلى أمثاله.
والله أعلم.