عنوان الفتوى : المولوية.. مؤسسها.. وبدعها
سؤالي عن مولانا جلال الدين الرومي من هو وكيف طريقته المولوية، يلفون مثل دائرة، فكيف أفكاره، يوجد له كتاب يسمى مثنوي، فما بداخل هذا الكتاب، هل داخله شركيات، وعملوا له مسجداً في تركيا مدينة قنيا، توجد قبة خضراء فوق قبره، فأفيدوني بالحكم الشرعي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن جلال الدين الرومي واحد من أعمدة التصوف، وهو أحد أعلام الشعر الصوفي في الأدب الفارسي في القرن السابع الهجري، وقد انقطع للتصوف ونظم الأشعار وإنشادها، بعد اللقاء بالصوفي المعروف شمس الدين تبريزي، وأنشأ طريقة صوفية عرفت باسم (المولوية) نسبة إلى مولانا جلال الدين، وفي الموسوعة الميسرة تعريف مختصر بهذه الطريقة، حيث قال مؤلفو الموسوعة فيها: المولوية: أنشأها الشاعر الفارسي جلال الدين الرومي ت 672هـ والمدفون بقونية، أصحابها يتميزون بإدخال الرقص والإيقاعات في حلقات الذكر، وقد انتشروا في تركيا وآسيا الغربية، ولم يبق لهم في الأيام الحاضرة إلا بعض التكايا في تركيا وفي حلب وفي بعض أقطار المشرق. انتهى.
ولم نعثر على كتاب المثنوي حتى نعلم حقيقته وما يحتوي عليه.
واعلم أن بناء الأضرحة والقباب على القبور لا يجوز شرعاً، وإنما المطلوب أن يدفن جميع الموتى في المقابر، وفق سنة النبي صلى الله عليه وسلم، لا أن يدفن البعض في المساجد أو يبنى على قبورهم قباب، أو مساجد، كما يفعل في بعض الأماكن، بحجة أن هؤلاء أولياء صالحون، قال الإمام ابن القيم: ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم تعلية القبور ولا بناؤها بآجر، ولا بحجر ولبن، ولا تشييدها، ولا تطيينها ولا بناء القباب عليها، فكل هذا بدعة مكروهة، مخالفة لهديه صلى الله عليه وسلم، وقد بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى اليمن، ألا يدع تمثالاً إلا طمسه، ولا قبراً مشرفاً إلا سواه. رواه مسلم. فسنته صلى الله عليه وسلم تسوية هذه القبور المشرفة كلها، ونهى أن يجصص القبر، وأن يبنى عليه، وأن يكتب عليه، وكانت قبور أصحابه لا مشرفة ولا لاطئة... انتهى.
ثم بين الإمام ابن القيم الحكم في المساجد التي تبنى على القبور فقال: وعلى هذا.. فيهدم المسجد إذا بني على قبر، كما ينبش الميت إذا دفن في المسجد. نص على ذلك الإمام أحمد وغيره، فلا يجتمع في دين الإسلام مسجد وقبر، بل أيهما طرأ على الآخر منع منه، وكان الحكم للسابق، فلو وضعا معا لم يجز، ولا يصح هذا الوقف ولا يجوز، ولا تصح الصلاة في هذا المسجد لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، ولعنه من اتخذ القبر مسجداً، أو أوقد عليه سراجاً، فهذا دين الإسلام الذي بعث الله به رسوله ونبيه، وغربته بين الناس كما ترى. انتهى.
وأما الرقص في مجالس الذكر فهو بدعة محرمة، فقد قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى في تلبيس إبليس عند ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في السماع والرقص والوجد: وهل شيء يزري بالعقل والوقار ويخرج عن سمت الحلم والأدب أقبح من ذي لحية يرقص! فكيف إذا كان شيبة ترقص وتصفق على وقاع الألحان والقضبان، خصوصاً إذا كانت أصوات نساء ومردان؟! وهل يحسن بمن بين يديه الموت والسؤال والحشر والصراط ثم هو إلى إحدى الدارين صائر أن يشمس بالرقص شمس البهائم ويصفق تصفيق النسوة؟!. انتهى كلامه، وراجع موضوع الصوفية في شجرة الموضوعات لفتاوى الشبكة فستجد فيه الكثير عن الصوفية وما يلاحظ عليها.
والله أعلم.