عنوان الفتوى : شعار . الله ..... الوطن .... الملك
السلام عليكم جزاكم الله خيراً أفتوني في حكم هذا الشعار الله الوطن الملك ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي يظهر - والله تعالى أعلم - أن هذا الشعار يعد من الشرك الأصغر من جهة اللفظ، حيث قرن الوطن والملك بالله تعالى في سياق يوحي بتساوي الثلاثة، وكونها في منزلة واحدة في المكانة والأهمية، ومثله قول بعضهم: الله .. الوطن .. الثورة، ومما يدل على ذلك ما رواه النسائي وغيره عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّ رَجُلًا، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ، فَقَالَ: مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَجَعَلْتَنِي لِلَّهِ عدْلًا؟ قُلْ: مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ "
وهذا الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم من قوله:" ما شاء الله وحده" هو الأكمل، وإلا فيجوز أن يقال: ما شاء الله ثم شئت، لحديث قُتَيْلَةَ بنت صيفي الجُهَنية أَنَّ يَهُودِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّكُمْ تَنِدُّونَ وَإِنَّكُمْ تُشْرِكُونَ تَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ، وَتَقُولُونَ: وَالْكَعْبَةِ؟ فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادُوا أَنْ يَحْلِفُوا أَنْ يَقُولُوا: " وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَيَقُولُ أَحَدُهُمْ: مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ شِئْتَ " رواه النسائي في السنن الكبرى وأحمد في المسند، وصححه الشيخ الألباني .
والفرق بين العبارتين أن "الواو" تقتضي المشاركة بالتساوي، و"ثم" تقتضي المشاركة بالتبع، فمشيئة العبد تابعة لمشئية الله، كما هو معتقد أهل السنة والجماعة، ودليله قول الله تعالى: (لمن شاء منكم أن يستقيم *وما تشاؤن إلا أن يشاء الله رب العالمين ) [التكوير:29] والله أعلم.