عنوان الفتوى : توضيح لإحدى علامات الساعة وهي كثرة النساء وقلة الرجال
سؤالي حول قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويفشو الزنا، ويشرب الخمر، ويذهب الرجال، وتبقى النساء؛ حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد" وحسب ما بحثت عنه فهو صحيح، لكن تبقى عدة أسئلة حوله: كثرة النساء على الرجال في هذا الزمان ظاهرة في عدد من الدول، منها الدول العربية والمسلمة، فهل سيكون هذا ناتجًا طبيعيًا، أم أنه قد يكون بسبب كثرة الحروب مثلًا، أو لأسباب اجتماعية؟ فالواضح أن من ترزق بالبنات تستمر بالإنجاب للبحث عن الابن، بينما من ترزق بالأبناء تكتفي بعدد أقل، ووجود ابنين في الأسرة يكون كافيًا، فهل هذا الوضع سيكون دائمًا أم مؤقتًا؟ وسمعت رأيًا يقول: إن عدد النساء الآن: 20 امرأة لكل رجل، وسيستمر حتى يصل إلى 50، ألن يكون هذا من علامات الانقراض بطريقة ما؟ فرجل لكل50 امرأة، يعني أسرة واحدة دون الـ49، وفي هذه الحالة ما تزال الثقة بعدل الله موجودة، لكن سيوجد استفسار آخر: هل تخلق المرأة دون أن يكون لها أي فرصة في أن تقوم بدورها الأساسي: تكوين أسرة ورعايتها؟ وألن يكون هذا ابتلاء فرديًا، مع صعوبته في كل الأحوال، لكن لهذا العدد الكبير من النساء، ألا يستحق أن تكون هذه ظاهرة تستحق الدراسة، والبحث عن حلول، غير تعدد الزوجات؟ فالعدد أكبر من أن يحل بهذه الطريقة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويفشو الزنا، ويشرب الخمر، ويذهب الرجال، وتبقى النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد. رواه البخاري، ومسلم.
ولا شك أن ظاهرة العنوسة ينبغي للحكماء في العالم الاهتمام ودراسة الحلول الممكنة لها.
أما عن الأسباب لهذه الكثرة: فكل الاحتمالات واردة.
وأما عن كون الوضع سيدوم أم لا: فما كان ناتجًا عن الحروب قد يتغير أثره بشكل نسبي، ولكن بعض أهل العلم ذكر أن كثرة النساء يحتمل حصوله من غير سبب، بل لكونه علامة لقرب الساعة، واذا كان كذلك فاحتمال استمرارية أثر ذلك الوضع واردة، فقد جاء في تحفة الأحوذي: (ويكثر النساء) قيل: سببه أن الفتن تكثر، فيكثر القتل في الرجال؛ لأنهم أهل الحرب دون النساء.
وقال ابن عبد الملك هو إشارة إلى كثرة الفتوح، فتكثر السبايا، فيتخذ الرجل الواحد عدة موطوءات.
قال الحافظ: فيه نظر؛ لأنه صرح بالعلة في حديث أبي موسى الآتي، يعني في الزكاة عند البخاري، فقال: من قلة الرجال وكثرة النساء.
والظاهر أنها علامة محضة، لا بسبب آخر، بل يقدر الله في آخر الزمان أن يقل من يولد من الذكور، ويكثر من يولد من الإناث، وكون كثرة النساء من العلامات مناسب لظهور الجهل، ورفع العلم. انتهى
ولا يلزم من هذا أن لا تتزوج غير واحدة من الخمسين، فإن الرجل قد يتزوج أربعًا، وقد يكبر بعض النسوة فيتجاوزن الخمسين، ويكون عندهن عيال، فيتفرغن لتربيتهم، ويرضين بطلاق الزوج لهن، ثم يتزوج نسوة أخريات؛ وبهذا يمكن للرجل أن يعف كثيرًا من النساء، ويساعدهن على الإنجاب، وتكوين الأسر.
والله أعلم.