عنوان الفتوى : توفي وعليه ديون أصحابها مجهولون
أنا فتاة مغربية، توفي أبي -رحمه الله- وكانت عليه ديون كثيرة، فسددنا عنه ما علمناه، لكن باقي الديون لا نعرف لمن نسددها، ولا من هم الأشخاص ولا أين يسكنون؟ لا يوجد رأس خيط يوصلنا إليهم، ونحن نريد أن نسدد عنه هذا الذين. فما حكم هذه المسألة؟ لقد أفتاني البعض بأن أقدر مبلغا ما وأخرجه صدقة، نويت أنه قضاء لدين أولئك الذين لا أعرف أشخاصهم. فهل هذا صحيح؟ وجزاكم الله كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنتم تعلمون مقدار تلك الديون، لكنكم تجهلون أصحابها، ولا يمكنكم معرفتهم، فيصح التصدق بها عنهم، ولا يكفي أن تقدروا مبلغا ما، بل تتصدقون بكامل المبلغ الذي تعلمونه دينا على والدكم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فَإِذَا كَانَ بِيَدِ الْإِنْسَانِ غصوب، أَوْ عَوَارٍ أَوْ وَدَائِعُ، أَوْ رُهُونٌ قَدْ يَئِسَ مِنْ مَعْرِفَةِ أَصْحَابِهَا، فَإِنَّهُ يَتَصَدَّقُ بِهَا عَنْهُمْ، أَوْ يَصْرِفُهَا فِي مَصَالِحِ الْمُسْلِمِينَ، أَوْ يُسَلِّمُهَا إلَى قَاسِمٍ عَادِلٍ يَصْرِفُهَا فِي مَصَالِحِ الْمُسْلِمِينَ الْمَصَالِحِ الشَّرْعِيَّةِ.
والله أعلم.