عنوان الفتوى : حكم من اطلع على جاهل بأمر الطهارة ولم يعلمه
وجدت شخصًا لا يحسن الوضوء - يتوضأ مع وجود حائل مثلًا - فلم أوضح له الأمر، فهل هذا من كتم العلم، أو ترك النصيحة؟ وهل أكون ملعونًا بهذا الفعل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا رأى المسلم من يسيء في طهارته، أو صلاته: وجب عليه مناصحته، وتعليمه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة. أخرجه مسلم.
قال الشيخ ابن باز - رحمه الله -: تعليم الجاهل أمر لازم على المسلمين، وعلى طلبة العلم. انتهى.
وقال في منار القاري في شرح قوله صلوات الله عليه للصحابة: ويل للأعقاب من النار: ويستفاد منه وجوب تعليم الجاهل، وتنبيهه على خطئه، وتحذيره من التقصير في الواجبات الشرعية، سواء كان ذلك عمدًا أو سهوًا. انتهى.
وهذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو من أهم الواجبات، قال تعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {آل عمران:104}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرًا فليغيره. الحديث.
فمن ترك تعليم الجاهل العلم الواجب؛ حيث رأى تقصيره، وأمكنه تعليمه: فهو آثم، متعرض للوعيد، ويخشى أن يكون واقعًا تحت قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ {البقرة:159}.
ولكن التوبة تجُبّ ما قبلها، فمن رحمة الله بعباده أنه فتح لهم باب التوبة من جميع الذنوب، فلا يغلق في وجه تائب حتى تطلع الشمس من مغربها، فإن كان شيء من هذا قد وقع منك: فعليك أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحًا، وألا تعود إلى هذا الأمر مرة أخرى، فإذا صدقت توبتك قبلها الله تعالى بمنِّه، فأقال عثرتك، وكنت كمن لم يذنب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. أخرجه ابن ماجه.
والله أعلم.