عنوان الفتوى : حكم وضع طعام للطيور على جدار الجار
لدي سؤال يتعلق بتعارض حق الجار مع الصدقة على الطيور في إطعامها، حيث إنني أضع صحن ماء في فناء منزلي وصحن حبوب أو فتات الخبز فتتجمع عليه طيور وعصافير الشارع فلا يبقى عندي فائض من طعام لأرميه في الزبالة، وأرى في ذلك صدقة على الحيوانات وفي نفس الوقت أحفظ النعمة، والمشكلة تكمن في أن بعض هذه الطيور تنتظر خروجي لإعادة تقديم الطعام لها فتقف على سور الجار مما سبب له ضيقا لأنها تخرج فضلاتها على الحائط فيتغير اللون قليلا، فطلب مني التوقف عن تقديم الطعام للطيور لهذا السبب ولم أجد مكانا قريبا خارج المنزل لأضع لها الطعام أو الماء فيه، فتوقفت عن إطعامها، لأنني تذكرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يوصي فيه بالجار، وإلا فلا حق للجار في الموافقة أو عدمها، فهذا بيتي وهذا طعامي والطيور تأكل في فناء بيتي، فما الواجب علي فعله الآن؟ وهل أعود لتقديم الطعام للطيور أو أتوقف عن ذلك؟ علما بأنني أرى كثيرا من الطيور تموت في الحي وأظن أن ذلك بسبب الجوع والعطش.وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت في إطعام الطيور، فإنه مما رغب الشرع فيه، ويدل لذلك حديث البخاري: في كل كبد رطبة أجر.
وفي حديث مسلم: ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة.
ولكنه إذا حصل بذلك ضرر على الجيران، فإن الضرر يجب أن يزال، فقد ثبت مرفوعا إلى النبي صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: لا ضرر ولا ضرار. أخرجه الإمام أحمد وغيره.
وقد نص أهل العلم على منع إحداث الجار ما يضر بجاره وعدوا من ذلك تضرر الجدار والأذى بالروائح الكريهة، قال ابن عاصم في تحفة الحكام:
وَمُحْدِثٌ ما فِيهِ لِلْجَارِ ضَرَرْ * محَقَّقٌ يُمْنَعُ مِنْ غَيْرِ نَظَرْ
كالفُرْنِ والبَابِ وَمِثْلِ الأَنْدَرِ * أوْ ما لهُ مَضَرَّةٌ بالجُدُرِ
وما بنتن الريح يؤذي يمنع * فاعله بالدبغ مهما يقـع.
وبناء عليه، فننصحك بالبعد عما اشتكى منه الجار وأن تطرح فضلات الطعام بمكان ناء، وسيأتيه من الطيور والهوام ما تكسب به الأجر إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.