عنوان الفتوى : أيهما أفضل: تعليم القرآن بأجرة أم القيام بعمل آخر دنيوي للتكسب؟
أمرّ بضائقة مالية، وقررت أن أبحث عن عمل إضافي فعرض عليَّ أن أحفّظ القرآن في جمعية بمقابل، فما هو الأحسن أجرًا أن أقبل بهذا العرض، أم أبحث عن عمل آخر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي نراه أفضل لك أن تقبل العمل في هذه الجمعية كمحفظ للقرآن، وتحتسب أجر تعليمك للقرآن، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. رواه البخاري. وراجع الفتوى: 54945.
فإذا احتسب السائل وكان هذا هو الباعث الأصلي له على اختيار ذلك العمل على ما سواه من الأعمال، فلن يُبطِل أجرَه ما يناله بعد ذلك من عرض الدنيا كالأجرة الراتب، وإن كان يقلله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة، ويبقى لهم الثلث، وإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم. رواه مسلم. وراجع الفتوى: 151663.
وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء: ما حكم أخذ الأجرة على تحفيظ القرآن الكريم؟ وهل للمعلم ثواب عند الله بعد أخذه للأجرة الشهرية؟
فأجابوا: تعلم القرآن الكريم وتعليمه من أفضل القرب إلى الله جل وعلا، إذا صلحت النية، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على تعلم القرآن وتعليمه بقوله: خيركم من تعلم القرآن وعلمه ـ وأخذ معلمي القرآن الأجرة على تعليمه لا ينافي حصول الثواب والأجر من الله جل وعلا إذا خلصت النية. اهـ.
والله أعلم.