عنوان الفتوى : حكم دراسة نصوص أدبية تشتمل على معان فاسدة
في هذا العام ندرس نص (صخرة الملتقى), انظروا معي: يقول الشاعر: "سألتك يا صخرة الملتقى * متى يجمع الدهرُ ما فَرَقا""إذا الدهر لج بأقداره * أجد على ظهرها الموثقا""شكا أسره في حبال الهوى * وود على الله أن يعتقا فلما قضى الحظ فَكَ الأسيرُ * حن إلى أسره مَطلقا "وإليكم ما هو مكتوب في شرح الجزء الثاني: وكلما ألحت عليهما الأقدار وعاندهما الدهر بشدائده وآلامه، فإنهما يعودان إلى تلك الصخرة ويجددان على ظهرها العهود والمواثيق. وفي الثالث: (قضى الحظ) أفضل من (قضى الله) لأن قضاء الله لا راد له، وقضاء الحظ يحتمل الرجوع عنه، وهو قد عاد إلى الأسر الذي تمنى أن يخلص منه. وفي موضع آخر: كان على الشاعر أن يوضح أن القضاء من الله وليس من الحظ، والأولى أن يقول الحق؛ لأن الحق من الله ويمكن الرجوع عنه. وفي نص غربة وحنين لأحمد شوقي: "وطني لو شغلت بالخلد عنه * نازعتني إليه في الخلد نفسي وهفا بالفؤاد في سلسبيل * ظمأ للسواد من عين شمس" ومكتوب في التعليق: "عاب بعض النقاد على الشاعر هذا البيت إذ إنه حين يكون في الجنة لا يجوز الاشتياق للوطن، وتكون الحياة الدنيا قد انتهت فلا وجود للوطن, ويرد على ذلك بأن هذا في مجال المبالغة في الفخر بالوطن وحبه فلا عيب في ذلك، والشاعر لا يقف عند كل لفظة بقدر ما يعطي دلالات وإيحاءات كما أنه جاء ب لو: حرف امتناع لامتناع." وفي درس آخر: ونزل بهما من الهم في البحث عن بيتهما، ما ينزل مثله بمن تطوح به الأقدار إذا ركب البحر.." للأسف أنا مضطر لمذاكرة هذا. فماذا أفعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في دراسة تلك النصوص، ومذاكرتها وإن كانت تشتمل على معان فاسدة، أو ألفاظ فيها سوء أدب، طالما أن المقصد من الدراسة إنما هو تعلم أوجه الفصاحة والبلاغة ونحو ذلك.
وانظر لمزيد الفائدة الفتويين: 206560 ، 204055
والله أعلم.