عنوان الفتوى : كيف يتطهر صاحب الجبيرة من الجنابة
حصل معي التواء شديد في القدم اليمنى فوضع الطبيب عليها جبيرة ولا أستطيع المشي إلا على عكازين وقدم واحدة، وقد احتلمت اليوم، فكيف أغتسل؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كنت تستطيع الغسل والمسح على الجبيرة فعليك فعل ذلك، لما رواه ابن ماجه عن علي بن أبي طالب قال: انكسرت إحدى زندي، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم؟ فأمرني أن أمسح على الجبائر.
وروى أحمد وأبو داود وغيرهما عن جابر قال: خرجنا في سفر فأصاب رجلا منا حجر فشجه في رأسه، ثم احتلم فسأل أصحابه فقال: هل تجدون لي رخصة في التيمم؟ فقالوا: ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء، فاغتسل فمات، فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك، فقال: قتلوه قتلهم الله، ألا سألوا إذ لم يعلموا؟ فإنما شفاء العي السؤال، إنما كان يكفيه أن يتيمم ويعصر أو يعصب على جرحه خرقة ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده.
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله: س: ما حكم من صلى بالناس جماعة وفيه جرح؟ فأجاب: إذا كان الجرح عليه جبيرة فإنه يمسح عليها وقت الوضوء وغسل الجنابة, ويجزئه ذلك, وصلاته صحيحة, سواء كان إماما أو مأموما أو منفردا, فإن لم تكن عليه جبيرة تيمم عنه بعد غسل أعضائه السليمة, وأجزأه ذلك وصحت صلاته، لقول الله سبحانه وتعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ـ ولأن النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين الذين أصيبوا ببعض الجراحات يوم أحد صلوا بجروحهم، ولما روى أبو داود ـ رحمه الله ـ عن جابر رضي الله عنه: أن رجلا أصابه جرح فأفتاه بعض أصحابه بغسله, فغسله فمات, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قتلوه قتلهم الله، ألا سألوا إذ لم يعلموا؟ إنما شفاء العي السؤال، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما كان يكفيه أن يَعصِب على جرحه خرقة، ويمسح عليها، ويغسل سائر جسده. انتهى.
والله أعلم.