عنوان الفتوى : حكم ألعاب الأطفال التي تحتوي على موسيقى
هل جهاز wii حرام؟ حيث أريد أن أشتريه للأطفال، ولكن فيه بعض الألعاب التي تحتوي على الموسيقى، والفائدة منه هي أن ألعابه حركية وأريد من الأطفال أن يقوموا ببعض الحركة بدلا من الجلوس طوال اليوم، واللعب بألعاب البلايستيشن التي لا فائدة منها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المفتى به عندنا جواز اللعب بالألعاب الإلكترونية من حيث الأصل، إلا إن كانت الألعاب مشتملة على محاذير شرعية فيحرم اللعب بها حينئذ، كما سبق بيان ذلك في الفتاوى رقم: 121526.
ولا يجوز للآباء أن يعينوا أطفالهم على سماع الموسيقى المحرمة، وإن كانوا غير مكلفين، لئلا يُعودوا على المحرم، وقد سئلت اللجنة الدائمة: إنا نعيش في إنجلترا، وندرس بمدارس أهلية أيام العطلة مبادئ الإسلام، واللغة العربية لأطفال القادمين من الهند والباكستان واليمن.... إلخ، إلى تلك البلاد، وهؤلاء الأطفال يتلقون بالمدارس الرسمية جميع علومهم بالموسيقى والصور، للتشويق والإعانة على الفهم وحضور الفكر، فإذا جاؤوا إلى مدارسنا الإسلامية أيام عطلتهم لتلقي العلوم الإسلامية واللغة العربية ولم يجدوا هذه المشوقات نفروا، فهل يجوز لنا استخدام المعازف في الأناشيد الإسلامية لهؤلاء الأطفال، كما يجوز لهم اللعب بالصور والتماثيل، ترغيبا لهم واستمالة لقلوبهم حتى يقبلوا على هذه المدارس الإسلامية لتعلم دينهم؟ فأجابت: لا يجوز استخدام المعازف ولا غيرها من آلات اللهو، لا في الأناشيد الإسلامية ولا في غيرها ولا في التعليم ولا في غيره، لقوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ـ الآية ولما روى البخاري عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال: حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري، والله ما كذبني، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة فيقولوا: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة ـ لكن ينبغي ترغيبهم بالأناشيد الطيبة التي لا محذور فيها شرعا وبالجوائز المناسبة وبغير ذلك من أنواع الترغيب والتشجيع التي لا محذور فيها، والله سبحانه ما حرم شيئا على عباده إلا يسر لهم من الحلال ما يغنيهم عنه، كما قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا. اهـ.
وسئل ابن عثيمين: عندنا روضة للأطفال، وهذه الروضة يقام فيها موسيقى ورقص للأطفال، فهل يأثم الإنسان إذا أدخل أولاده أم لا يأثم؟ فأجاب: يأثم الإنسان إذا أدخل أولاده هذه الروضة، لأن الرقص والموسيقى حرام. اهـ.
فإذا أمكن الانتفاع بهذا الجهاز على وجه سالم من المحاذير الشرعية بأن وجدت ألعاب خالية من الموسيقى، أو كان يتم كتم صوت الموسيقى أثناء اللعب، فلا حرج في شراء الجهاز واللعب به، وانظري للفائدة الفتوى رقم: 97855.
والله أعلم.