عنوان الفتوى : حكم الحصول على جنسية بلد ما بالغش والتزوير في الأوراق الشخصية
أنا عربية مسلمة، قدمت للجوء في دولة غير مسلمة، وقد زورت بعض أوراقي الشخصية، وكذبت في كثير من الحقائق لكي أكون من مستحقي اللجوء، مؤخرا علمت أن من المفترض أن أحلف اليمين في المعاينة لكي أستحق الإقامة، في الحقيقة أن نيتي هي الحصول على الجنسية للاستفادة من الخدمات التي توفرها تلك الجنسية في البلاد الأخرى، وترك البلد بمجرد حصولي على الجنسية، ولكن أنوي مساعدة إخوتي على المجيء لذلك البلد بطرق غير شرعية أيضا. ما حكم الأموال والفوائد التي تحصل من خدمات وتسهيلات لي، ولأهل بيتي من الجنسية التي تم الحصول عليها عن طريق حلف اليمين الكاذب، مع العلم أن نيتي أن أتوب وأكفر عن ذنبي، وأدعو للإسلام في تلك الدولة. ولكني خائفة أن يكون كل ما سأحصل عليه أنا وأسرتي من إخوتي وأطفالي مستقبلا من خلال استخدام تلك الجنسية أن يكون غير شرعي، ومنزوع البركة والتوفيق.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتقديم للجنسية ـ والحالة ما ذكرت في السؤال ـ محرم، والغش والتزوير، والاحتيال، واليمين الكاذبة من عظائم الآثام، وكبائر الذنوب. ومجرد كونها وسيلة للحصول على جنسية أجنبية لا يغير من حرمتها شيئا، كما بيناه في الفتاوى أرقام: 111035 ، 38280 ، 207409. وليس من أدبيات أهل الإسلام (الغاية تبرر الوسيلة)، فالمقاصد الحسنة لا تحسّن الوجه القبيح للمسالك المظلمة. وتبييت النية على التوبة قبل مواقعة الذنب استخفاف بالشرع، وخداع للنفس، وتجاسر على المحرمات.
وعليه فالأموال والخدمات التي تنال بغير استحقاق وإنما بالتزوير، والكذب، والغش والخداع لا تحل لكم، فنوصيك بالمبادرة بالتوبة النصوح من هذا السبيل, وحسن التوكل على الله؛ فإنه من يتق الله يجعل له من أمره يسرا.
والله أعلم.