عنوان الفتوى : تحريم تزوير الوثائق هو الأصل
إخواني الموضوع حساس فأرجو الإفادة بارك الله فيكم: أنا شاب مسلم ـ ولله الحمد ـ متزوج وأنتظر طفلي الأول ـ إن شاء الله ـ قريبا هاجرت قبل 7 شهور إلى دولة أوروبية، وهدفنا إرضاء الله ـ الدعوة إلى الله، والعمل، والعلم، والابتعاد عن الاضطهاد وتأمين مستقبل أفضل لأطفالنا ـ إن شاء الله ـ والله يعلم الحالة المزرية في بلادنا، ولا يخفى على أحد الظلم وضياع الحقوق والاستهتار بعقول الناس والمشاكل التي لا تنتهي، ولما جئنا قمنا بتقديم طلب اللجوء في هذه الدولة، فقامت الدولة بإعطائنا بيتا وطعاما أسبوعيا وراتبا شهريا بسيطا، والمعاملة طيبة وغير عنصرية والحمد لله، وقلنا لهم قضية غير صحيحة عن سبب تقديمنا للجوء، لأنهم بكل بساطة في هذه الأيام لا يقبلون المهاجرين إلا من على حياته خطر، وتأكدنا من هذه قبل سفرنا رسميا، والحقيقة أنني متزوج من فتاة بشكل رسمي ولله الحمد وموثق لكن بدون علم دولتها حتى الآن، لأن دولتها تضيق على المتزوجين بين بلدينا، فلو علموا بزواجنا فإنه من الممنوع أن تحصل على أي حق لو جاءت إلى بلدي وستقوم دولتها بسحب إقامتها وحرمانها من زيارة أهلها والحصول على حقوق المواطنة في بلدها ودولتها سوف تعرف بزواجنا من خلال الحمل والولادة وسوف تضيق علينا وتستنزفنا ماديا دون الفائدة المطلوبة، مع العلم أننا حاليا لو رجعنا إلى بلادنا فليس عندنا شيء غير مهر زوجتي فقط ـ لا بيت ولا شيء ـ وستكلفنا مبالغ سافرنا ـ والمجتمع لن يرحمنا بالذات أهلنا لأننا فاشلون في نظرهم، وننتظر رد السلطات على لجوئنا، ومن الممكن في أي لحظة أن يعطونا الإقامة، وبعدها فالدولة تزيد نفقتها وتسمح لنا أن نشتغل وتتكفل بتعليمنا إلى حد ما، إضافة إلى أننا نستغل الوقت في طاعة الله، والحمد لله نتعلم اللغة وبتفوق على زملائنا ونعطي الآخرين انطباعا جميلا عن الإسلام ونحاول أن نظهر ديننا الصحيح لغير المسلمين وعندنا طموح لتحضير الدراسات العليا إن شاء الله، وفرص العمل وظروفه وراتبه ممتاز جدا بفضل الله، فهل ما قمنا به مبرر نتيجة ظروفنا القاسية وحاجتنا فعلا لمثل هذه الحقوق؟ أم إنه حرام وغش؟ وماذا عسانا أن نفعل؟ وهل نخبرهم بالحقيقة فيسحبون منا الراتب والأكل والبيت؟ وكيف يمكن أن نصحح خطأنا؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنقول ابتداء: إن الإقامة في بلاد الكفر تنطوي على كثير من المخاطر على المسلم وأسرته ولا سيما الأولاد بسبب وجود دواعي الفتنة ويسرها، ووجود القوانين التي تحد من سلطة الآباء على الأبناء، ومن هنا فلا ينبغي للمسلم أن يهاجر إلى تلك البلاد للإقامة فيها إلا لضرورة أو حاجة شديدة، وتراجع الفتوى رقم: 2007.
وفي بلاد المسلمين خير كثير فينبغي البحث عن سبيل للهجرة إلى أي بلد منها بدلا من تلك البلاد.
والأصل أن الكذب والتزوير في الوثائق محرم, كما أنه يجب على المسلم الالتزام بشروط البلد الذي يدخل إليه، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: المسلمون على شروطهم. رواه أبو داود.
وكون أهل البلد كفارا لا يعني عدم الوفاء لهم بذلك، وانظر الفتوى رقم: 20632.
وننصحك بالذهاب إلى أحد المراكز الإسلامية الموثوقة في البلد الذي أنت فيه ومشافهتهم بموضوعك ليدلوك ويعينوك على أمر يكون فيه الخير إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.