عنوان الفتوى : لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا أم لشابة عمرها 25 عاماً ولقد تقدم لها عدد من الرجال لخطبتها ولكني رفضتهم لأسباب عديدة ولم يأت رجال مرة أخرى ولكن في يوم قالت لي صديقة متدينة جداً إن شخصاً ما صنع لها قريناً وعندها الحل وهو أن تكتب على قطعة من القماش آية من القرآن بحبر معين كان معها وتلفها حول ذراعها الأيمن لمدة 15 يوماً وفي حالة عدم النفع تكتب أيضاً ولكن على قماش أحمر في اليد اليسرى والبعض في الوجه بهذا الحبر ليفك بها هذا القرين.تقول السيدة إن هذه الطريقة مجربة وحققت نجاحاً وتقول أن شيخاً هو الذي علمها هذه الطريقة لكي تعملها لأي شابة وكان هذا الشيخ يعملها مجاناً والسيدة كانت تعملها مجاناً. ولكن قال لي زوجي إنها حرام ويحتمل أنها كفر.فهل هي حرام أم حلال؟ أفادكم الله......

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا ريب أن للسحر حقيقة، وله تأثيره على المسحور، فمن غلب على الظن أنه مسحور فعليه أن يطلب العلاج بالرقى الشرعية التي لا تعارض أصول الشرع، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً.
وتتحقق الرقية بقراءة الإنسان على نفسه أو طلب من يرقيه، ممن عرف عنه سلامة المعتقد من البدع والخرافات، ومن عرف عنه المحافظة على الفرائض واجتناب المحرمات.
والذي يظهر أن هذه الطريقة -التي وردت في السؤال- ليست من الرقى الشرعية، بل هي أشبه بفعل السحرة والدجالين ويتبين ذلك بما يلي:
أولاً: الجزم بأن شخصاً ما قد عمل لها سحراً، وهذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، أما الجزم بذلك فغالباً ما يحدث ممن يستعين بالشياطين من السحرة والمشعوذين.
ثانياً: الطقوس التي وردت في هذه الطريقة من استخدام نوع معين من الحبر بلون محدد، وقماش بلون محدد، ووضعه بصورة معينة..... إلخ، فإن هذه الطريقة لا علاقة لها بالرقية الشرعية، بل هي أشبه بفعل السحرة.
هذا.. ولا عبرة بما يقال من كتابة آية من القرآن، لأنه من خلط الحق بالباطل، فقد يكتب القرآن على غير وجهه الصحيح، كما رأينا وعلمنا ذلك كثيراً.
إذا تبين هذا، فلا يجوز حينئذ طلب العلاج بهذه الطريقة أو ممن يمارس العلاج بها، وفي الرقى الشرعية ما يكفي، ويوجد من أهل الخير والاستقامة من يقوم بذلك والحمد الله.
وفي ختام هذا الجواب فإننا ننصح الأخت السائلة بعدم رد الخطاب عن بنتها، إذا كان هذا الخاطب ممن يرضى دينه وخلقه، لما يترتب على رد الخطاب عنها من تأخر زواجها، بل ربما أدى ذلك إلى أن يفوتها قطار الزواج.
والله أعلم.