عنوان الفتوى : الكيفية الصحيحة للتطهر من المذي دون غلو ولا وساوس
أعاني من كثرة المذي، وأجد مشقة في تنظيفه، وعندما يخرج أقوم بغسل الذكر ثم الأنثيين، ثم أغسل منطقة العانة، ثم أغسل ما بين الأنثيين والفخذ مما يجعل الماء يسيل على فخذي وقدمي، لذلك أصب الماء أيضا على الفخذين والقدمين، وهكذا أجلس في الحمام ما بين 15 إلى 30 دقيقة، فهل يجب علي أن أفعل كل هذا حيث عندي احتمال كبير من تنجس العانة، ولذلك أضع مجموعة من المناديل الورقية بحيث تغطي منطقة الذكر والعانة وأثبتها في الملابس الداخلية لتنزل النجاسة عليها؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولا أن الواجب في تطهير المذي هو غسل الموضع المتنجس فحسب، وغسل الذكر والأنثيين ليس واجبا، بل هو مستحب على الراجح، قال الشوكاني رحمه الله: قَوْلُ الْجُمْهُورِ أَنَّ الْوَاجِبَ غَسْلُ الْمَحَلِّ الَّذِي أَصَابَهُ الْمَذْيُ مِنْ الْبَدَنِ، وَلَا يَجِبُ تَعْمِيمُ الذَّكَرِ وَالْأُنْثَيَيْنِ، وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ مَا عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ فِي رِوَايَةٍ بِلَفْظِ: تَوَضَّأْ وَاغْسِلْهُ ـ فَأَعَادَ الضَّمِيرَ عَلَى الْمَذْيِ. انتهى.
وقال النووي في شرح المهذب: وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّا يُوجِبُ الْغُسْلَ وَعَنْ الْمَاءِ يَكُونُ بَعْدَ الْمَاءِ، فَقَالَ ذَلِكَ الْمَذْيُ، وَكُلُّ فَحْلٍ يُمْذِي، فَتَغْسِلُ مِنْ ذَلِكَ فَرْجَك وَأُنْثَيَيْك وَتَوَضَّأْ وُضُوءَك لِلصَّلَاةِ ـ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ، فَمَحْمُولٌ عَلَى مَا إذَا أَصَابَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَيَيْنِ، أَوْ عَلَى الِاسْتِحْبَابِ لِاحْتِمَالِ إصَابَةِ ذَلِكَ. انتهى.
فإذا علمت هذا فإنا قد بينا كيفية تطهير المذي وأن الواجب نضح ما أصاب الثياب منه وغسل ما أصاب البدن في الفتوى رقم: 50657.
وعليه، فالواجب عليك أن تطرح الشكوك والأوهام وتعرض عن الوساوس، ولا تحكم بخروج شيء من المذي منك إلا إذا حصل لك اليقين الجازم بذلك، فإذا تيقنت خروجه فالواجب عليك ما ذكر من غسل موضع النجاسة من البدن ونضح ما يصيب الثياب، وما تشك في وصول النجاسة إليه من البدن أو الثوب فالأصل طهارته.
والله أعلم.