عنوان الفتوى : الفرق بين الشك والوسوسة في الإيمان بوجود الله
لماذا يطرد الشاك في الإسلام أو الذات الإلهية من الإسلام ويعتبر كافراً، وقد ذكر في الأحاديث -أخرج الترمذي وغيره من حديث علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، ولا يدخل النار يعني من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان... الحديث. مع العلم أن الشك أمر لا إرادي بعكس الكفر الذي يكون عن اختيار؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن أجبنا الأخ السائل، وبينا له الفرق بين الشك والوسوسة، وأن الشاك ليس في قلبه شيء يصح تسميته إيمانا، بخلاف الموسوس الذي يدفع مثل هذه الخواطر ويكرهها، فإنه مؤمن صريح الإيمان. وراجع ما أجبناك به في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 224926، 202561، 216556.
فمن لم يؤمن بوجود الله تعالى فليس بمؤمن، وكذلك من كان شاكا في وجوده؛ وراجع في ذلك، وفي بيان أقسام ما يعرض على القلب من خواطر حول وجود الله تعالى، الفتوى رقم: 100160. ولتأكيد ذلك يمكن الاطلاع على الفتويين: 120582، 128213.
أما قول السائل: "الشك أمر لا إرادي بعكس الكفر الذي يكون عن اختيار". فليس بصحيح. فالوسوسة هي التي تهجم على القلب دون اختيار. كما بينا في الفتاوى المحال عليها سابقا. وأما الشك فمعناه عدم الإيمان، وهو الكفر الذي وصفه السائل بأنه اختياري ! فما الشك إلا نوع من الكفر، وقد نبهنا السائل على ذلك في فتوى سابقة.
والله أعلم.