عنوان الفتوى : علاج الوسوسة في القراءة ومخارج الحروف

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أسألكم بالله أن لاتُحيلوني على فتوى أخرى، أنا -والله العالم- أعاني من وسواس، لكن لا أعلم عنه. عندما أصلي وحتى في الصلاة الجهرية الحروف دائماً لا تخرج صحيحة حتى أعيدها مرات، أو أستمر حتى لو أخطأت في الفاتحة؛ لأن النفس دائماً يرهقني، وأنا عندي مشكلة بحرف الراء، ليس ثقلا فأنا أنطقه بشكل صحيح، لكن دائماً في الحديث كذلك لا يخرج من مخرجه. ومحفظ القرآن قال لي إن لديك مشكلة بالراء. كيف السبيل للخلاص وخاصة في الصلاة السرية، فالناس ينظرون إلي بنظرة غريبة بعد الصلاة؛ لأني أجهر في أغلب كلمات الفاتحة والتشهد، وللعلم حتى خارج الصلاة حينما أحاول التدرب أخطئ بالفاتحة والتشهد. سمعت بأن من الأسباب المس. ما رأيكم يا أحبة؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فما ذكرته من حالك إنما هو نتيجة وساوس ابتليت بها، وقد ذكرنا في فتاوى كثيرة سابقة أن خير علاج لدفع الوساوس والتخلص منها بعد الاستعانة بالله، هو الإعراض عنها بالكلية وتجاهلها.
وما دمت تعاني من الوسوسة، والتشويش على غيرك في الصلاة، فلا حرج عليك أن تأخذ بمذهب المالكية، واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية في عدم اشتراط إسماع القارئ نفسه، وأن الإجزاء يحصل بإخراج الحروف من مخارجها، وتحريك اللسان والشفتين وإن لم يسمع نفسه، وهذا القول قد رجحه من العلماء المعاصرين ابن عثيمين رحمه الله تعالى. فحرك لسانك، وشفتيك بالقراءة والأذكار، والتكبير وإن لم يحصل لك إسماع النفس، ثم أعرض عما يأتيك من الوسواس في أنك لم تنطق بالحرف على وجهه، أو أنك لم تخرجه من مخرجه.
قال ابن القيم في إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان: فصل: ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف، والتنطع فيها. ونحن نذكر ما ذكره العلماء بألفاظهم: قال أبو الفرج بن الجوزى: "قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف، فتراه يقول: الحمد، الحمد. فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة. وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد "المغضوب" قال: "ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده. والمراد تحقيق الحرف حسب. وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق، ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة. وكل هذه الوساوس من إبليس.
ثم ختم ابن القيم- رحمه الله- الفصل بقوله: ومن تأمل هدي رسول الله صلى الله تعالى وآله وسلم، وإقراره أهل كل لسان على قراءتهم، تبين له أن التنطع والتشدق، والوسوسة في إخراج الحروف ليس من سنته. انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 51601، 125876.

والله أعلم.