عنوان الفتوى : جواز هجر الأرحام مراعاة لمصلحة الحفاظ على الدين
أنا شاب أدرس ولا أعمل، وقد التزمت وأرحامي يحاربونني ويدعونني لحلق لحيتي، وأنا بصراحة لا أزورهم، لأنني أخاف على ديني وأخاف أن أتأثر بكلامهم في بداية التزامي، لأنهم يريدون مني أن أصافحهم، ودائماً يسمعون الأغاني ويفعلون المحرمات وأخاف على نفسي، فما الحل؟ مع العلم أنني لا أقصد القطيعة، بل أريد أن أنجو بديني ونفسي.
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن صلة الرحم واجبة في الأصل, ولكن من كان منهم فاجرا فإنه لا حرج في هجره في الله تعالى إذا كان في الهجر مصلحة بعد الاجتهاد في نصحه, جاء في تحفة الأحوذي عند الكلام عن صلة الرحم:..... والمعنى الجامع: إيصال ما أمكن من الخير، ودفع ما أمكن من الشر بحسب الطاقة، وهذا إنما يستمر إذا كان أهل الرحم أهل استقامة، فإن كانوا كفارا أو فجارا فمقاطعتهم في الله هي صلتهم بشرط بذل الجهد في وعظهم، ثم إعلامهم إذا أصروا أن ذلك بسبب تخلفهم عن الحق، ولا يسقط مع ذلك صلتهم بالدعاء لهم بظهر الغيب أن يعودوا إلى الطريق المثلى. اهـ.
فإذا خفت على دينك بسبب زيارتهم فإنه يجوز هجرهم مراعاة لمصلحة الحفاظ على الدين, ثم إن صلتهم ليست محصورة بالزيارة فقط, قال القاضي عياض: وصلة الأرحام درجات بعضها أفضل من بعض، وأدناها ترك المهاجرة، وصلتها بالكلام ولو بالسلام، ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة. اهـ.
فيمكنك أن تكتفي بالسلام عليهم والسؤال عن أحوالهم بالهاتف, وانظر الفتوى رقم: 128137، عن حكم هجر الأقارب بسبب بعدهم عن الدين، ومثلها الفتويان رقم: 140780، ورقم: 116397.
والله أعلم.