عنوان الفتوى : الإسلام حفظ مكانة المرأة دون إفراط أو تفريط
ذكرت لي امرأة نصرانية أن الإسلام يهمل حقوق المرأة, واستدلت بآيات, كقوله تعالى: " وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا" [النساء: 3] وقالت: إن تعدد الزوجات يقلل من شأن المرأة, واستدلت بقوله تعالى: (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن) وسألت: لماذا لم يخلق الله لآدم أربع نساء بدلًا عن واحدة, كما قال الله تعالى: "مثنى وثلاث ورباع"؟ وما حكمة الله في خلق حواء من ضلع آدم, وليس من أي مكان آخر؟ أرجو الإفادة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالقول بأن الإسلام قد أهمل حقوق المرأة قول باطل, مجاف للحقيقة, ومخالف للواقع، فقد رفع الإسلام من شأن المرأة, وجعلها شقيقة الرجل, وأوصى الرجال بإحسان عشرة النساء، وقد بينا ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 20035، 16441، 136622.
وليس في إباحة تعدد الزوجات تقليل من شأن المرأة, أو هضم لحقوقها، وإنما شرع التعدد لحكم جليلة, ومصالح عظيمة تشمل الرجال والنساء، وراجع في بيان ذلك الفتوى رقم: 71992.
ولا تعارض بين إباحة التعدد وبين خلق الله تعالى لآدم عليه السلام زوجة واحدة، فإن التعدد ليس بواجب، وإنما هو مباح، بل نص كثير من أهل العلم على أن الأفضل للرجل أن يقتصر على زوجة واحدة، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 135144.
وأما عن الحكمة من خلق حواء من ضلع آدم - عليه السلام - فلم نقف على كلام لأهل العلم بهذا الخصوص، وراجع الفتوى رقم : 101743.
والله أعلم.