عنوان الفتوى : أختي تنحدر في الضلال، ماذا يجب علي؟!

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أقيم خارج البلد ، وأختي كانت تقيم مع أبي وأمي في بلدنا ، وكانت ترتدي النقاب ، وتدعو إلى الإسلام من خلال النت ، وكتبت كتابا إسلاميا ، لكنها كانت عصبية ، وفيها قدر من التشدد والتطرف ، ظننا في البداية أن هذا نوع من الاكتئاب ، حيث عانى منه أبي رحمه الله. ثم بدأت أختي تتهاون في الصلوات ، وكشفت وجهها ، ثم بدأت تتبرج ، إلى أن وصلت إلى أنها استقلت في سكن غير الذي فيه أمي ، وأصبحت تلبس البكيني في مسابح الفنادق ، وتربي كلبا في سكنها، وتصادق النصارى ، وتركت الصلاة والعبادات الإسلامية ، وتزور الكنائس! وسرقت ذهب أمي ، وسرقت أموالا أخرى تخصنا لتستطيع أن تعيش في نمط حياتها الجديد ، ومع تكرار أكاذيبها أننا كنا نؤذيها طوال عمرها رغم أن الواقع بعكس كلامها، يبدو أنها صدقت نفسها، أو على الأقل تتظاهر بأنها مقتنعة بما تدعيه ، وأصبحت تعتبرنا أعداءها وتحاول الإضرار بنا بكل وسيلة ، حتى أنها أصبحت تذهب إلى معارفنا لتسرد عليهم أكاذيبها في محاولات منها لتشويهنا. وهي لا تقبل نصحا، بل تسبنا وتشتمنا ، ولا تقبل أن نقرأ عليها أو نأتي بمن يقرأ عليها لاشتباهنا في أنها مسحورة ، وأيضا لا تقبل أن تذهب إلى طبيب نفسي ، ولا فائدة في الكلام معها. قطعت صلتي بها في العامين الأخيرين كوسيلة للضغط عليها وإشعارها بأنني متبرئ مما تفعل. وبطبيعة الحال أدعو الله أن يشفيها ويهديها. ذهبت أنا إلى طبيب نفسي ووصفت له حالتها، فقال : إنها حالة فصام واضحة . لكن وفق قانون بلدنا، لا يمكنني أن أجبرها على مراجعة الطبيب ، أو أن أدخلها مصحة ، لأن ذلك يعتبر جريمة ، فإذا أضفنا لذلك أن حكومة بلدي تحارب كل ما هو إسلامي ، فما أسعدهم بخلعها للنقاب وارتدائها للبكيني ! استشرت من أثق فيهم، ولم يفدني أحد بما يتوجب علي فعله لأبرئ ذمتي . ما الذي يجب علي تجاهها ؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق


الحمد لله
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدي أختكم إلى الحق , وأن يردها إلى صراطه المستقيم , وأن يصرف عنها السوء والشر, وأن يقيها شر شياطين الإنس والجن إنه سبحانه على كل شيء قدير.
أما عن موقفكم تجاهها ، فيمكن تلخيصه فيما يلي :
1. الدعاء والتضرع إلى الله جل وعلا فهو الذي بيده مقاليد الأمور , وهو الذي بيده الهداية , وهو سبحانه وحده من يملك أمر القلوب , ولا شك أن الدعاء له أثر كبير في تحقيق المطلوب ، خصوصا إذا خرج من قلب صادق منكسر , وتحرى صاحبه أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل , وبين الأذان والإقامة .
2. ربما كان الأمر مرده إلى السحر ، فاجتهدوا وتلطفوا في أن تعرضوها على من لديه خبرة بالرقية الشرعية , وقد سبق بيان كيفية علاج السحر في الفتوى رقم : (11290).
3. يحسن أيضا عرضها على طبيب نفسي مسلم متدين , فهذا هو من سيقدر معاناتكم وسيشعر بألمكم , والحذر كل الحذر من عرضها على طبيب غير متدين , فربما كان هذا سببا في زيادة انتكاستها ؛ لأنه لن يجد مشكلة أصلا في كل ما تفعله، وقد يغريها بالمزيد بحجة أن هذا من قبيل الحقوق والحريات .
4. أما الهجر فهو -وإن كان مشروعا لأصحاب البدع والمعاصي- ، إلا أنه لا يشرع إذا أدى إلى مفسدة أكبر ، ولذلك لا ننصحكم به ، لأنه قد يؤدي ذلك إلى زيادة انغماسها فيما هي فيه ، لأنها لن تجد في هذ الحالة حولها إلا من يعينها ويأمرها بهذا الفساد .
فالنصيحة لكم أن تبقوا شيئا من العلاقة والاتصال بها ، لعلها إذا أرادت أن تعود يوما من الدهر تجد الباب مفتوحا أمامها ، مما يشجعها على الدخول .
والله أعلم.