عنوان الفتوى : فضل سورة يس
هل هناك فضل لسورة يس، وما رأى الدِّين فيما يُسَمَّى “عِدِّيَّة يس” لقراءتها على الظالم؟
جاء في فضل سورة يس قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ “قَلْبُ القرآن يس، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر الله له، اقرءوها على موتاكم” رواه أحمد والنسائي وأبو داود والحاكم وصححه وقوله: “مَن قرأ يس كَتَب الله بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات دون يس”رواه الترمذي وقال: حديث غريب، أي: رواه راوٍ واحد وقوله: “من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غُفِر له” رواه مالك وابن السني وابن حبان في صحيحه.
وجاء في تفسير القرطبي نقلاً عن مسند الدارمي عن ابن عباس وليس مرفوعًا إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا الحديث ” من قرأ يس حين يُصبِح أُعطِى يُسْرَ يومِه حتى يُمسِى، ومن قرأها في صدر ليلة أُعطِى يُسْر ليلته حتى يصبح” وقال القرطبي: رفع الماوردي هذا الخبر إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن ابن عباس بلفظ: “إن لكل شيء قلبًا وإن قلب القرآن يس، من قرأها في ليلة أعطى يسر تلك الليلة، ومن قرأها في يوم أعطى يسر ذلك اليوم” ولم يبين درجة هذا الحديث.
من مجموع ما ورد في شأنها نعلم أن لها فضلاً كما أن لبعض سور القرآن فضلاً يزيد على الفضل العام للقرآن وذلك من أجل الترغيب في قراءتها، ويمكن الأخذ بهذه الأحاديث في فضائل الأعمال.
هذا، وما يقال عن “عدية يس” فلا أعرف له أصلاً في الدين، فإن لها نظامًا في القراءة ـ كما يقال ـ لا يوافِق عليه الدين، مع التسليم بان قراءة يس، أو شيء من القرآن عمل صالح يمكن التقرب به إلى الله عند الدعاء، فيقال بعد القراءة: “اللهم إني أسألك بحق ما قرأت من القرآن الكريم أن تحفظني من السوء، وترفع عني ظلم الظالمين” فيُرجَى أن يستجيب الله الدعاء، كما دعا من انطبق عليهم الغار بصالح أعمالهم فنجاهم الله . مع العلم بأن الله سينتصف من الظالم للمظلوم، فدعوته ـ كما صح في الحديث ـ يرفعها الله فوق الغمَام ويقول: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين. ولكننا نُوصِي بالصبر والعفو، وقال تعالى: (وجزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا، فَمَنْ عَفَا وأصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ) (سورة الشورى : 40).