عنوان الفتوى : قراءة سورة البقرة وأذكار النوم تبعد الشيطان وشروره
منذ أكثر من 6 سنوات وأنا أحلم بأحلام مزعجة جدا، أولها أحلم بشيطان يتجسد في صور أقاربي، وفي كل مرة آخذه وأخرجه من البيت وأطرده ويحاول أن يدخل لكنني أكرر: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فيذهب، ثم بعد ذلك تطور الوضع وأصبحت أحلم يوميا تقريبا بشيء يخنقني، إلى أن فتح الله علي بأذكار قبل النوم فكادت تنعدم هذه الأحلام، إلا أنها منذ رمضان اشتدت جدا جدا وتطورت، وفي مرة من المرات أكلم الشيطان فيقول لي: سوف أقدر عليك ـ فأقول له لن تقدر، كلمت أحدا من أصدقائي في هذا الموضوع فقال لي إن هذا نوع من الجن عندكم في البيت، لأنه كان يعاني من نفس الأحلام قبل ذلك، ثم قال لي إن الموضوع تطور وأصبح يرى الجن متجسدا في أشخاص من عائلته وأنه يغير في بعض الأشياء عندهم وهكذا، فهل ما يحكيه معقول؟ أم أنه مثل ما قرأت في فتاوى سابقة الجاثوم؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع من أن يتشكل الجني بشخص معين، ويكون شبيهاً به تماماً سواء كان من أقاربه أو من غيرهم، فإنهم يتشكلون بقدرة الله تعالى بأشكال مختلفة، ويراهم الناس أحيانا، فقد رأى أبو هريرة وأبي بن كعب بعض ذلك، كما في الأحاديث الصحيحة في صحيح البخاري وغيره، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والجن يتصورون في صور الإنس والبهائم فيتصورون في صور الحيات والعقارب وغيرها، وفي صور الإبل والبقر والغنم والخيل والبغال والحمير، وفي صور الطير، وفي صور بني آدم، كما أتى الشيطان قريشا في صورة سراقة بن مالك بن جعشم لما أرادوا الخروج إلى بدر، قال تعالى: وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم، إلى قوله: والله شديد العقاب ـ وكما روي أنه تصور في صورة شيخ نجدي لما اجتمعوا بدار الندوة هل يقتلون الرسول أو يحبسونه أو يخرجونه؟ كما قال تبارك وتعالى: وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. انتهى.
وعلاج ذلك بقراءة القرآن وخصوصا قراءة البقرة في البيت، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال فيها: إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. رواه مسلم.
وكذلك المحافظة على أذكار النوم خصوصا آية الكرسي، فقد روى البخاري قصة أبي هريرة عندما وكل بحفظ الطعام يعني صدقة رمضان، وفيه فقال: أي الشيطان: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي, لن يزال معك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدقك وهو كذوب, ذاك شيطان.
وعلاج ذلك أيضا يكون بمنع كل ما يجلب الشياطين إلى البيت ويمنع الملائكة كأنواع الصور المحرمة، والكلاب وآلات اللهو التي قد يساء استخدامها، فإنها تورث الغفلة، وتجلب الشياطين، وللفائدة يرجى مراجعة الفتويين رقم: 47534، ورقم: 61999.
والله أعلم.