عنوان الفتوى : قول الزوج لزوجته : (لو تريدين نتفارق ما صار شيء) لا يقع به الطلاق
انا حديثة عهد بزواج تزوجت شهر10 الماضي وقبل زواجي من هذا الرجل كنت أحب فتى في نفس البلدة، وهو كان يحبني أيضا، ولكن لم يحدث بيننا شيء سوي الاعجاب المتبادل وهذا الفتى كان لا يصلح أبداً، وكنت أنا علي يقين تام واقتناع أني لو بقيت إلى آخر العمر لن اتزوجه، مع هذا كنت أحبه لاهتمامه الكبير بي و لم استطع نسيانه نظرا لتعلقي الشديد به، وعندما تقدم لخطبتي زوجي الآن وافقت عليه مع العلم أني وعند موافقتي بكيت كثيرا لكن قلت لن أدع عواطفي تقودني لشخص سيء الخلق والمعاشرة وأحاول أن أقنع نفسي أنه وبمجرد حصوله عليّ سيذهب كل هذا الحب. وافقت المهم علي الثاني اللي هو زوجي وتعرفت عليه خلال فترة الخطبة قلت في نفسي لعلي أنسى الأول، مرت فترة الخطوبة بعد ذلك قلت له لا أستطيع أن أبقى معك هكذا. نريد أن نعقد عقد القران حتى أتمكن من رؤيتك في منزلنا وعقد القران قبل الزواج بشهرين. ممكن وبحكم أني كنت عنيدة وأخاف أن تتكرر لي حياة والدتي القاسية كنت أعاند هذا الرجل كثيرا وحدثت بيننا العديد من المشاكل وكنت اقول له طلقني ويا ليتني ما تزوجت أو ارتبطت وغير ذلك من الكلام وهو بالليبي كان يقول لي (قاعدين فيها ) يعني ما زال ما تزوجنا لو تبي نتفارق ما صار شيء ... فأقول له غاضبة عادي خلاص وكنت أقفل الهاتف وأغضب واقول يا ليتني ما تزوجت وغير ذلك ونبقي متزاعلين حتي يرضيني أو نرضيه مع العلم أني كنت أريد حقيقة في بعض الأحيان الانفصال ولكني كنت أجهل كنايات الطلاق وفقه التخيير وصار بيننا العديد من المشاحنات وكنا لا نعلم إلا أن الطلاق لا يقع الا بأنت طالق وكان حريصا على عدم قولها لي والآن انا في حيرة من أمري ؟
الحمد لله :
أولا :
قول زوجك لك عندما تطلبين منه الطلاق (لو تريدين نتفارق ما صار شيء) لا يترتب عليه
شيء لأنه كأنه يقول لك : إن كنت تريدين الطلاق فسأطلقك , وهذا وعد بالطلاق إن رغبت
أنت فيه والوعد بالطلاق لا يترتب عليه شيء , كما سبق بيانه في الفتوى رقم: (148245).
والنصيحة لك في هذا المقام أن تصبري على زوجك وأن تتوافقي وتتطاوعي معه وتتركي
العناد فإن حق الزوج على زوجته عظيم كما بيناه في الفتوى رقم(43252).
ثانيا :
اعلمي أنه إن كانت أمك قد كابدت ظروفا صعبة قاسية في الحياة فليس معنى هذا أنك
ستلاقين ما لاقت , كلا ، فكلٌّ له قَدَرُه ونصيبه الذي أراده الله تعالى له , وليس
بالعناد والعنف تثبتين ذاتك وتأخذين المنزلة عند زوجك , بل بالرفق والتلطف تبلغين -
إن شاء الله - ما تريدين , فعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْج النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ )
رواه البخاري (6024) . وروى مسلم (2592) عَنْ جَرِيرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ ، يُحْرَمِ الْخَيْرَ
) , وعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِنَّ الرِّفْقَ لاَ
يَكُونُ فِي شيء إِلاَّ زَانَهُ ، وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شيء إِلاَّ شَانَهُ ) رواه
مسلم (2594) .وعَنْ عَائِشَةَ : أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَهْلِ بَيْتٍ
خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الرِّفْقَ ) .رواه الإمام أحمد في مسنده (24427) ،
وصححه الألباني في " صحيح الجامع الصغير " رقم (303) . .
فدعي العناد وتحلي بالرفق حتى يعم الخير حياتك .
وفقك الله لك خير .
والله أعلم.