عنوان الفتوى : القراءات القرآنية وإن اختلفت في اللفظ والمعنى إلا إنها لا تتناقض
سؤال بارك الله فيكم عن القراءات العشر المتواترة هل تختلف في المعنى، علما أن أحد المبشرين من النصارى قالي لي هناك فرق في المعنى. واستدل بقوله تعالى: ( قال ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم) و( قل ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم) حيث إنه قال هناك فرق بين قل وقال في المعنى ؟ أرجو التوضيح وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالقراءات القرآنية الثابتة - وإن كانت قد تختلف في اللفظ والمعنى - إلا إنها لا تتناقض، فالخلاف بينها من خلاف التنوع ـ الذي لا يقتضي إثبات أحد الوجهين إبطال الآخر ـ لا اختلاف التضاد ـ الذي يقتضي إثبات أحد وجهيه إبطال الآخر ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: لا نزاع بين المسلمين أن الحروف السبعة التي أنزل القرآن عليها لا تتضمن تناقض المعنى وتضاده؛ بل قد يكون معناها متفقا أو متقاربا كما قال عبد الله بن مسعود: "إنما هو كقول أحدكم أقبل، وهلم، وتعال". وقد يكون معنى أحدهما ليس هو معنى الآخر؛ لكن كلا المعنيين حق، وهذا اختلاف تنوع وتغاير لا اختلاف تضاد وتناقض .. اهـ. ثم ضرب لذلك أمثلة كثيرة من القراءات القرآنية.
وقال في موضع آخر: اختلاف التنوع على وجوه، منه: ما يكون كل واحد من القولين أو الفعلين حقاً مشروعاً، كما في القراءات التي اختلف فيها الصحابة حتى زجرهم عن الاختلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: "كلاكما محسن" .. اهـ.
وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 128174، 161863، 4256.
والله أعلم.