عنوان الفتوى : معنى العبادة، ومعنى عبادة الطاغوت مع أمثلة توضيحية
ما معنى عبادة الطاغوت؟ وما معنى العبادة أصلا إذا كانت موصوفة لغير الله وأريد أمثلة على عبادة الطاغوت؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن معنى العبادة في لسان العرب هو الخضوع.
قال محمد الأمين الشنقيطي: أصل العبادة في لغة العرب: الذل والخضوع، فكل خاضع ذليل تسميه (عابدا) وكل ما خضع وذلل فقد عبد، ومنه قول طرفة بن العبد في معلقته:
تباري عتاق الناجيات وأتبعت ... وظيفا وظيفا فوق مور معبد
أي: فوق طريق مذلل بأقدام المشاة. وهذا معروف في كلام العرب .اهـ. من العذب النمير .
فكل من خضع لغير الله عز وجل، أو أحب غير الله وتعلق به على وجه محرم، ففيه شيء من العبودية له.
قال ابن تيمية: من كان متعلقا برئاسة، أو بصورة ونحو ذلك من أهواء نفسه، إن حصل له رضي وإن لم يحصل له سخط. فهذا عبد ما يهواه من ذلك، وهو رقيق له؛ إذ الرق والعبودية في الحقيقة هو رق القلب وعبوديته. فما استرق القلب واستعبده فهو عبده. اهـ.
وقال: والعبادة تجمع كمال المحبة، وكمال الذل، فالعابد محب خاضع، بخلاف من يحب من لا يخضع له بل يحبه ليتوسل به إلى محبوب آخر. وبخلاف من يخضع لمن لا يحبه، كما يخضع للظالم. فإن كلا من هذين ليس عبادة محضة. وإن كل محبوب لغير الله، ومعظم لغير الله، ففيه شوب من العبادة؛ كما قال النبي في الحديث الصحيح: تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار، تعس عبد القطيفة، تعس عبد الخميصة، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش. اهـ.
وأما معنى الطاغوت فقد ذكرنا جملة من أقوال العلماء في بيانه، وذلك في الفتوى رقم: 192811 ، وعبادة الطاغوت لا تخرج عن المعنى اللغوي للعبادة، فعبادة الطاغوت هي الخضوع والذل له، ومن صور ذلك: طاعته واتباعه من دون الله، وخوفه، ورجاؤه، ومحبته من دون الله، إلى غير ذلك من أنواع الخضوع.
ومن أمثلة عبادة الطاغوت ما بينه ابن القيم بقوله: الطاغوت كل ما تجاوز العبد به حده من معبود، أو متبوع، أو مطاع، فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله، أو يعبدونه من دون الله، أو يتبعونه على غير بصيرةٍ من الله، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله، فهذه طواغيت العالم إذا تأملتها، وتأملت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم عدلوا عن عبادة الله إلى عبادة الطاغوت، وعن التحاكم إلى الله وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى التحاكم إلى الطاغوت، وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى طاعة الطاغوت ومتابعته. من إعلام الموقعين .
والله أعلم.