عنوان الفتوى : حكم إسقاط الجنين لإصابته بمرض يتسبب في موته في الشهر السابع
زوجتي حامل في الشهر الخامس وقد تم كشف مرض في الجنين اسمه: Hydrops fetalisـ وهذا المرض عبارة عن كيس ماء بجانب كيس الجنين، وكلما كبر الجنين كبر هذا الكيس معه، بالإضافة إلى وجود ماء في صدر الجنين وفي رقبته وبين لحمه وجلده وفي المعدة وحول القلب والرئة، وقد أخبرنا الأطباء عن هذه الحالة وقالوا إن الجنين مصيره الموت وأكثر مدة سيعيشها إلى الشهر السابع، وبعد ذلك سيموت، ومع تطور المرض ظهرت أيضا أكياس ماء حول الرقبة، وهذه الأكياس مع تقدم الوقت ستكون أكبر من رأس الجنين، وأجمع الأطباء في مستشفى الشفاء ـ وهم حوالي عشرة أطباء ـ على هذه الحالة وأخبرونا أنه يجب إجهاض الجنين، لأن الكيس الخارج من الرقبة وجسم الجنين يتنفخ ويكبر والآن باستطاعتنا إنزال الجنين بولادة طبيعية، ولو صبرنا عليه إلى الشهر السابع فلن نستطيع إخراجه بولادة طبيعية، لأن الكيس يصبح أكبر من جسم الجنين فنضطر لعملية قيصرية لإخراجه، علما بأن العملية القيصرية إذا تم إجراؤها في السابع فستضطر زوجتي لإجرائها في كل حمل مع العواقب الأخرى التي ستشكلها عليها، وهي أن يكون بين كل حمل وحمل مدة كبيرة حتى يلتئم الرحم والجرح، وجزاكم الله كل الخير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الجنين الذي في الشهر الخامس قد نفخت فيه الروح فلا يجوز إجهاضه مطلقا، إلا إن كان في بقاء الجنين خطر محقق على حياة أمه، كما يقول بعض العلماء المعاصرين وإن كانوا قلة، وأما تشوه الجنين: فلا يبيح إجهاضه، وكذلك كون الولادة ستكون بعملية قيصرية لا يبيح للمرأة إسقاط الجنين، وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة جواب عن حالة اجتمع فيها تشوه الجنين، مع احتمال الولادة بعملية قيصرية، فأجابت بعدم جواز إسقاط الجنين في هذه الحالة، ففي فتوى اللجنة الدائمة رقم: 15963ـ سؤال من الأطباء عن مريضة أجري لها تصوير بالموجات فوق الصوتية، حيث وجود تشوهات خلقية بالجنين تشمل صغر الرأس ـ الدماغ الأمامي بكامله ـ قصر المسافة، الساد ـ الماء الأبيض ـ أنف بفتحة واحدة، تشوهات بالقلب ـ بطء القلب ـ وعلى الأرجح وجود ثقب بالحاجز البطيني وكليتان غير طبيعيتين، الكلية اليسرى ذات حويصلات متعددة، وبناء على هذه النتائج فإننا نرى أن هذا الجنين غير ملائم للبقاء على قيد الحياة ونوصي بشدة بإنهاء هذا الحمل، وقد ناقشنا هذا الموضوع مع الأم التي أبدت استعدادها لإسقاط الحمل في أقرب وقت ممكن، وهي الآن كئيبة من الناحية النفسية، ونعتقد بأنها يمكننا مساعدتها نفسيا وطبيا من خلال إسقاط الحمل في هذه المرحلة، وإننا نخشى في حالة استمرار الحمل من أن ينتهي الأمر بعملية قيصرية، بما يعرض الأم لعدة مضاعفات، التي ربما تشمل الالتهاب والنزيف، وهذا من شأنه أن يعرض حياة الأم للخطر مقابل إجراء لا ضرورة له ـ فأجابت: لا يجوز إسقاطه من أجل التشوه الذي ذكر في السؤال، مع العلم بأنه قد يشفيه الله، مما بقي من المدة، ويولد سليما، كما قد وقع ذلك لكثير من الناس.
وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 12351، 29598، 55363 ، 207151.
والله أعلم.