عنوان الفتوى : مدى أثر خروج المذي على الصوم والاعتكاف
في العشر الأواخر أعتكف كل يوم من بعد المغرب وحتى بعد صلاة التهجد، وفي بعض الأيام بعد الفجر إلى صلاة الضحى. وفي يوم عدت إلى المنزل بعد التهجد، وقبل أذان الفجر راودتني شهوة وأفكار سيئة، حاولت أن أدفعها، وعاودتني حتى فكرت بها، وحدثت إثارة ولكن بدون عمل استمناء، ولكن عدت ودفعته، وأثناء دفع الهاجس أذن لصلاة الفجر، فاستغفرت، وتوضأت، وذهبت للصلاة. وبعدها أثناء دخولي المرحاض وجدت منيا بسيطا على ملابسي، ولكني لم أشعر به ولا بالإنزال. لقد أخطأت بالتفكير في هذا الهاجس، وترك حدوث إثارة، ولكن لم أقصد ولم أحدث استمناء متعمدا. فما هو الحكم في ذلك وهل فسد صيامي في هذا اليوم؟ وهل فسد اعتكافي في هذه الليلة أم كامل الاعتكاف في كل الليالي العشر؟ لقد أخطأت بتركي الهاجس، وتعمد الإثارة ولكن لم أتعمد الإنزال ولم أشعر به. شكرا لكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فخروج المني بالفكر لا يفسد به الصوم عند الجماهير من العلماء؛ وانظر الفتوى رقم: 127123 وكذا لا يفسد صومك إن كان هذا الخارج مذيا؛ فإن خروج المذي لا يفسد الصوم مطلقا على الراجح؛ وانظر الفتوى رقم: 186139. ولبيان الفرق بين المذي والمني انظر الفتوى رقم: 34363.
وبه تعلم أن صومك لم يفسد بما ذكر سواء كان الخارج منك قد خرج قبل الفجر أو بعده، وكذا لم يفسد اعتكافك، ولكن لم يكن ينبغي لك أن تسترسل مع التخيلات والأفكار، واعلم أن حراسة الخواطر من أهم أسباب إصلاح القلب؛ وانظر الفتوى رقم: 150491.
والله أعلم.