عنوان الفتوى : علاج وسواس نية قطع الصلاة والتردد فيها
أنا إنسانة أعاني من وسواس الرياء، ومبطلات الصلاة. صليت الفجر، وفي التشهد الأخير وأنا أتحدث بالصلاة الإبراهيمية نويت، وهذا الكلام أبطل الصلاة، وكان هذا الشعور خارجا عن إرادتي ! لكني لم أفعل الأفعال المبطلة للصلاة. فهل نيتي هذه أفسدت صلاتي مع أني بعدها استجمعت نيتي بإكمال صلاتي، فأكملتها وسلمت. وبعدها انتابني شك فظيع في هذا الأمر ولم أعدها؛ لأني لم أجد حكما يتحدث عن حالتي وهل تجب علي الإعادة أم لا ! لكني أعدتها بالفعل. وفي اليوم التالي أتتني وساوس شديدة في صلاة الظهر في نفس الأمر، وقطعت صلاتي كثيرا لكني في آخر مرة لم أقطعها، مع أني شعرت بأني فعلت ما ينقض صلاتي، ونويت أن ذلك يكون نكالا في الشيطان لئلا تزيد علي الوساوس. وأنا أيضا لا أعلم حكم صلاة الظهر في هذه الحالة وهل علي أن أعيد أم لا ! والآن أعيش في هذه الحالة ككل صلاة، وأشك في صحة صلواتي، لا أستطيع السيطرة على نفسي ولا أريد حدوث خلل في صلاتي ! أرجو الإجابة فأنا في وضع لا أحسد عليه أبدا !! وهل فعل هذه الأشياء إن لم تكن من المبطلات قد تبطل صلاتي أم لا ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانين منه، وننبهك على أن أنفع علاج للوسوسة هو الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها؛ وراجعي المزيد في الفتوى رقم: 3086.
وما تشعرين به من كونك قد نويت إبطال الصلاة إنما هو من تأثير الوسوسة، فلا تلتفتى لمثل هذا الشعور، واستعيذى بالله تعالى من كيد الشيطان , وأكملي صلاتك, ولا تعيديها, فمن كثرت عليه الوساوس فإنه يلهو عنها.
جاء فى الإنصاف للمرداوي: من كثر منه السهو، حتى صار كالوسواس فإنه يلهو عنه؛ لأنه يخرج به إلى نوع مكابرة فيفضي إلى الزيادة في الصلاة مع تيقن إتمامها ونحوه فوجب اطراحه. انتهى.
مع التنبيه على أن الأصل بقاء نية الصلاة, فلا تبطل بمجرد التردد في قطعها على القول الصحيح.
جاء في الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين: وقال بعض أهل العلم: إنها لا تبطل بالتردُّد؛ وذلك لأن الأصل بقاء النيَّة، والتردُّد هذا لا يبطلها، وهذا القول هو الصَّحيح، فما دام أنه لم يعزم على القطع فهو باقٍ على نيَّته، ولا يمكن أن نقول: إن صلاتك بطلت للتردُّد في قطعها. انتهى.
والله أعلم.