عنوان الفتوى : ينبغي أن يتعاون الوالدان في تربية الأبناء
لدي طفلة عمرها سنة ونصف، ويحصل خلاف بيني وبين زوجي على تربيتها بشكل مستمر، فزوجي يحاول التدخل في كل شيء، فمثلا عندما ترفض تناول شيء يقسو عليها ويحاول إجبارها، وعندما تبكي يمنعني من إسكاتها ويتولى هو الدور، والنتيجة أنها تستمر بالبكاء وهكذا، ويقول إن تربيتها من حقه، ولكنني ألمس منه الشدة في التعامل، ويتولى أمورا ليست من اختصاصه، فعندما كانت صغيرة حاول إجبارها على شرب الحليب الصناعي، وكانت ترضع مني بشكل طبيعي، والخلاف بيننا دائم، وهو يقول إن علي الطاعة، وأنا لا أتحمل صراخها وبكاءها ومحاولتها الاستغاثة، ويقول إنه سيربيها، أفيدوني جزاكم الله الخير، أرى أن اللين والرفق معها هو الحل خصوصا وأنها مازالت صغيرة وبحاجة للحب والحنان.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنحسب أن الأمر في هذا هين، وهو أهون من أن يكون مثارا لمثل هذا الخلاف، فالمظنون بالوالدين معا الشفقة على الأولاد، والحرص على تربيتهم التربية الحسنة ومراعاة مصالحهم، فينبغي لهما الحرص على التفاهم والحوار لا المشاكسة والنزاع، فهذا ضرره أكبر من نفعه.
ولا شك في أن الرفق هو الأصل في تربية الأولاد، وخاصة من كان منهم في مثل هذه السن المذكورة بالسؤال، والذي ينبغي دائما هو مراعاة ما فيه مصلحة الطفل، سواء فيما يتعلق بأمر الرضاع أم غيره من الأمور، ولا شك في أن الرضاع الطبيعي هو الأصلح للطفل، فلا ينبغي المصير إلى إرضاعه الحليب الصناعي في فترة الرضاع ما دام مستغنيا بلبن أمه، فقد أثبت الأطباء أن حليب الأم غني بكل ما يحتاجه الطفل، خصوصاً في الأشهر الستة الأولى، وأما بكاء الطفل: فغالبا ما يكون من الأمور الطبيعية، فلا ينبغي الانزعاج لذلك، والإكثار من تدليله ومحاولة استرضائه كلما بكى، لأن هذا قد تكون له آثار سيئة على سلوكه مستقبلا، وفي المقابل لا تنبغي القسوة عليه بسبب هذا البكاء، بل الأولى مراعاة الحكمة ومعالجة الأمر بما يناسب، وفي الختام نقول إن التربية كما أنها من واجب الأبوين معا فهي حق لهما معا، فلا يجوز لأحدهما الاستئثار بها دون الآخر ومنعه حقه في ذلك، والتفاهم هو الأولى ـ كما ذكرنا آنفا ـ وللفائدة نحيل على بعض الفتاوى في تربية الأولاد، وهي الفتاوى التالية أرقامها: 13767، 17078، 55386.
والله أعلم.