عنوان الفتوى : تفصيل اختلاف العلماء في حديث التربة ومناقشة أدلتهم
جاء في صحيح مسلم تحت باب " ابتداء الخلق " عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: " أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال : ( خلق الله عز وجل التربة يوم السبت ، وخلق فيها الجبال يوم الأحد ، وخلق الشجر يوم الاثنين ، وخلق المكروه يوم الثلاثاء ، وخلق النور يوم الأربعاء ، وبث فيها الدواب يوم الخميس ، وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق ، في آخر ساعة من ساعات الجمعة ، فيما بين العصر إلى الليل ) . فما هو الرد الصحيح على من ينكر هذا الحديث ؛ لأنه لا يعقل أن يكون خلق الشجر قبل خلق الضوء ، بينما نحن نعلم أنّ الشجر لا ينمو دون ضوء ؟ بالنسبة لي أنا أعتقد أنه يجب أن نسلم بما جاء في الحديث إن كان الحديث صحيحاً ، وأنه يجب علينا أن لا ننكر ما جاء في السنة بناءً على أفهامنا ودراساتنا البشرية التي تحتوي على الكثير من الأخطاء .
الحمد لله
حديث التربة من أشهر الأحاديث التي وقع الخلاف في ثبوتها قديما وحديثا ، وخاض الناس
في سنده ومتنه خوضا كثيرا .
وهو الحديث المروي عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : " أَخَذَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَقَالَ : ( خَلَقَ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ ، وَخَلَقَ فِيهَا الْجِبَالَ يَوْمَ
الْأَحَدِ ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ
يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ ، وَبَثَّ فِيهَا
الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ ، وَخَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَام بَعْدَ
الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فِي آخِرِ الْخَلْقِ ، فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ
سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ ) .
رواه مسلم في " صحيحه " (2789) ، وأحمد في " مسنده " (2/ 327) ، وأبو يعلى في "
المسند " (10/ 513) ، وابن خزيمة في " صحيحه " (3/ 117) ، وابن حبان في " صحيحه "
(14/ 30) ، والطبراني في " الأوسط " (3/ 303) ، والبيهقي في " السنن الكبرى " (9/
3) ، والطبري في " تفسيره " (21/ 433) وغيرهم :
جميعهم من طريق ابن جريج ، عن إسماعيل بن أمية ، عن أيوب بن خالد ، عن عبد الله بن
رافع مولى أم سلمة ، عن أبي هريرة مرفوعا .
وأخرجه النسائي في " الكبرى " (6/ 427) من طريق آخر قال : أنا إبراهيم بن يعقوب ،
قال حدثني محمد بن الصباح ، قال : حدثنا أبو عبيدة الحداد ، قال : نا الأخضر بن
عجلان ، عن بن جريج المكي ، عن عطاء ، عن أبي هريرة .
ويمكننا تلخيص الخلاف في الحكم على الحديث بإيجاز في القولين الآتيين :
القول الأول :
تضعيف الحديث ، ورده لعلل في متنه وإسناده ، وإليه ذهب علي بن المديني ، والبخاري ،
ويحيى بن معين ، وعبد الرحمن بن مهدي – كما نقله عن الأخيرين ابن تيمية في " مجموع
الفتاوى " (1/256) ، (2/443) ولم أقف عليه في مرجع آخر - ، وذهب إليه كثير من العلماء
والمحدثين كالبيهقي ، وابن تيمية ، وغيرهم .
وكانت العلل التي أعلوه بها هي :
العلة الأولى :
روايته موقوفا من نقل أبي هريرة رضي الله عنه عن كعب الأحبار ، وترجيح رواية الوقف
هذه .
قال الإمام البخاري رحمه الله :
" وقال بعضهم : عن أبي هريرة عن كعب ، وهو أصح " انتهى من " التاريخ الكبير "
(1/413) .
العلة الثانية :
وقوع خلل في الإسناد ، والصواب فيه أنه من رواية إبراهيم بن أبي يحيى المتهم بالكذب
.
كما قال الإمام البيهقي رحمه الله :
" قال علي بن المديني : وما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا من إبراهيم بن أبي
يحيى ، قلت [ أي البيهقي ] : وقد تابعه على ذلك موسى بن عبيدة الربذي ، عن أيوب بن
خالد ، إلا أن موسى بن عبيدة ضعيف ،. وروي عن بكر بن الشرود ، عن إبراهيم بن يحيى ،
عن صفوان بن سليم ، عن أيوب بن خالد . وإسناده ضعيف " انتهى من " الأسماء والصفات "
(2/ 250) .
العلة الثالثة :
مخالفة ظاهر القرآن الكريم ، الذي يصرح بأن خلق السماوات والأرض وما فيهما تم في
ستة أيام : يومان للسماء ، وأربعة أيام للأرض وما فيها ، كما قال تعالى : ( قُلْ
أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ
وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ . وَجَعَلَ فِيهَا
رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي
أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ . ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ
وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا
أَتَيْنَا طَائِعِينَ . فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى
فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ
وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) فصلت/9-12.
وأما ظاهر حديث التربة أن خلق الأرض وقع في سبعة أيام كاملة دون ذكر السماوات .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وكذلك روى مسلم : ( خلق الله التربة يوم السبت ) ، ونازعه فيه من هو أعلم منه ،
كيحيى بن معين ، والبخاري ، وغيرهما ، فبينوا أن هذا غلط ، ليس هذا من كلام النبي
صلى الله عليه وسلم ، والحجة مع هؤلاء ، فإنه قد ثبت بالكتاب والسنة والإجماع أن
الله تعالى خلق السموات والأرض في ستة أيام ، وأن آخر ما خلقه هو آدم ، وكان خلقه
يوم الجمعة ، وهذا الحديث المختلف فيه يقتضي أنه خلق ذلك في الأيام السبعة ، وقد
رُوي إسناد أصح من هذا أن أول الخلق كان يوم الأحد " انتهى من " مجموع الفتاوى "
(1/256) ، وانظر: " مجموع الفتاوى " (18/ 73) .
وقد رجح هذا القول أيضا ابن القيم في " المنار المنيف " (84) ، وابن الملقن في "
تحفة المحتاج " (2/ 563) وغيرهم كثير .
القول الثاني :
تصحيح الحديث ، والحكم بقبول إسناده ومتنه ، اعتمادا على تصحيح الإمام مسلم لإسناده
وإخراجه له في الصحيح ، وكذلك ابن حبان في " صحيحه "، وحكم بثبوته ابن العربي في "
أحكام القرآن " (4/83) ، والمعلمي في " الأنوار الكاشفة " ، والشيخ الألباني في "
السلسلة الصحيحة " (1833) .
وأجابوا عن العلل السابقة بما يأتي :
الجواب عن العلة الأولى :
بأن البخاري لم يسم الرواة الذين جعلوا الحديث من كلام كعب الأحبار ، ولم يسند ذلك
إليهم ، وحينئذ لا يمكننا الاعتماد على مجرد النقل في هذه الحالة ؛ لأن ظاهر ما
نقله الرواة كلهم ، وما أسنده الأئمة في كتبهم ، هو رفع الحديث إلى النبي صلى الله
عليه وسلم ، وليس من كلام كعب الأحبار ، وقد أكد ذلك أبو هريرة رضي الله عنه بقوله
: ( أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي ) ، ما أشعر بالحفظ والإتقان من قبله
ومن قبل الرواة عنه .
يقول العلامة المعلمي رحمه الله :
" يدل على ضعف [ هذه العلة ] أن المحفوظ عن كعب ، وعبد الله بن سلام ، ووهب بن منبه
، ومن يأخذ عنهم ، أن ابتداء الخلق كان يوم الأحد ، وهو قول أهل الكتاب المذكور في
كتبهم ... فهذا يدفع أن يكون ما في الحديث من قول كعب .
وأيوب لا بأس به ، وصنيع ابن المديني يدل على قوته عنده ، وقد أخرج له مسلم في
صحيحه كما علمت ، وإن لم يكن حده أن يحتج به في الصحيح " .
انتهى من " الأنوار الكاشفة " (ص/189) .
ويدلك على ذلك أيضا إذا رجعت إلى سفر التكوين من العهد القديم ، الفقرات (1-31)
فستجد الفارق الهائل بين التفاصيل الواردة هناك في خلق ما في الأرض وترتيب الأيام ،
وبين الحديث الشريف ، الأمر المشعر بمخالفة الحديث لما ورد عن أهل الكتاب .
والجواب عن العلة الثانية :
أن إسماعيل بن أمية ثقة غير مدلس ، فكيف يقال بأنه أخذ الحديث عن إبراهيم بن أبي
يحيى ( المتهم بالكذب ) ، بدون تفسير ولا ذكر دليل ، فمثل هذه التهم المرسلة لا
تقبل .
قال المعلمي رحمه الله :
" إسماعيل بن أمية ثقة عندهم غير مدلس ، فلهذا والله أعلم لم يرتض البخاري قول شيخه
ابن المديني ، وأعل الخبر بأمر آخر " انتهى من " الأنوار الكاشفة " (ص/189)
ويقول الشيخ الألباني رحمه الله :
" هذه دعوى عارية عن الدليل إلا مجرد الرأي ، وبمثله لا ترد رواية إسماعيل ابن أمية
، فإنه ثقة ثبت كما قال الحافظ في " التقريب "، لاسيما وقد توبع ، فقد رواه أبو
يعلى في " مسنده " (288 / 1) من طريق حجاج بن محمد ، عن أيوب بن خالد ، عن عبد الله
بن رافع به ، لكن لعله سقط شيء من إسناده .
وقال البخاري : " وقال بعضهم : عن أبي هريرة عن كعب ، وهو أصح "!
قلت : وهذا كسابقه ، فمن هذا البعض ؟ وما حاله في الضبط والحفظ حتى يرجح على رواية
عبد الله بن رافع ؟! وقد وثقه النسائي وابن حبان ، واحتج به مسلم " .
انتهى من " السلسلة الصحيحة " (1833) .
الجواب عن العلة الثالثة :
أن الحديث الشريف يتحدث عن تفاصيل ما جرى في الأربعة أيام التي خلقت فيها الأرض
وقدرت فيها أقواتها ، وذلك يعني أن الله عز وجل خلق السماوات في يومين ، ثم خلق
الأرض في يومين ، ثم خلق تفاصيل ما في الأرض في يومين آخرين ، فجاء الحديث الشريف
يبين ما جرى في هذين اليومين الأخيرين على وجه الدقة ، فهما يومان طويلان ، يمكن
تقسيمهما إلى مراحل زمنية سبعة ( تسمى أياما ) ، وليس ذلك بمستبعد ، فاليوم في أول
نشأة السماوات والأرض لا يقصد به اليوم المعروف بطلوع الشمس إلى غروبها ، حيث لم
تكن الشمس قد خلقت أصلا ، وإنما هو مرحلة زمنية الله عز وجل أعلم بحقيقتها .
يقول الشيخ الألباني رحمه الله :
" خلاصة ذلك أن الأيام السبعة في الحديث هي غير الأيام الستة في القرآن ، وأن
الحديث يتحدث عن شيء من التفصيل الذي أجراه الله على الأرض ، فهو يزيد على القرآن ،
ولا يخالفه " انتهى من " مختصر العلو للعلي العظيم " (ص: 112) .
وقال أيضا رحمه الله :
" لا بد لي من أن أقدم طريقًا أخرى للحديث هي نص فيما ذهبنا إليه ، وهو ما أخرجه
النسائي في " السنن الكبرى " (6/427/11392) من طريق الأخضر بن عجلان عن ابن جريج
المكي عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعًا : ( يا أبا هريرة ! إن الله خلق السماوات
والأرضين وما بينهما في ستة أيام ، ثم استوى على العرش يوم السابع ، وخلق التربة
يوم السبت ..) الحديث، ورجاله ثقات.
فقد جمع هذا النص بين الأيام المذكورة في القرآن ، والأيام السبعة المذكورة في
الحديث ، الذي بين فيه ما جرى على الأرض من تطوير في الخلق ، وهو ما كنا حملنا عليه
الحديث الصحيح في رد ما أعلوه به " انتهى من " سلسلة الأحاديث الصحيحة " (2/ 726) .
وفي الجواب عن هذه العلة الثالثة توجيهات أخرى ، لكن ما ذكرناه هنا هو المتجه أكثر
، الأسلم من الاعتراضات ، وقد فصل ذلك الدكتور شرف القضاة في بحث محكَّم بعنوان : "
هل يتعارض الحديث مع القرآن والعلم ؛ حديث التربة نموذجا ".
وقد أيد الدكتور وفقه الله تصحيح الحديث بتوافقه مع علوم الأرض المعاصرة ، فيقول في
بحثه هذا (ص25):
" إن المقارنة الدقيقة بين هذا الحديث النبوي ، وبين العلوم الطبيعية ، تبين بوضوح
أنه لا يوجد أي تعارض بينهما . كما أن المقارنة تبين أنه – باستثناء المكروه الذي
لا يعرف معناه على وجه التحديد – فإن الحقائق العلمية تؤيد كل ما جاء في الحديث
بالترتيب المذكور .
فإن من الثابت أن الأرض بعدما انفصلت عن الشمس بدأت تبرد بمرور الوقت ، حتى أصبح
لها قشرة متجمدة ، ازدادت شيئا فشيئا ، ثم تكونت التضاريس من جبال ووديان . [
الإنسان في الكون بين القرآن والعلم، ص32]
كما أنه ما من شك في أن النباتات خلقت بعد القشرة الأرضية والجبال ، وقبل الأسماك
والحيوانات والطيور ، وأن الكائنات البحرية خلقت قبل الكائنات البرية . [دراسة
الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة، ص212. والإنسان في الكون، ص137. والأرض،
ص25. وقراءة في تاريخ الوجود من الانفطار الأول إلى النفخة الأخيرة، الدكتور أحمد
محمد كنعان، ص120-121 دار السلام، القاهرة، 2008م]
وهكذا فإن الثابت علميا هو أن التطور على الأرض قد بدأ بظهور القشرة الأرضية ، ثم
الجبال ، ثم النباتات البحرية ، ثم الأسماك ، ثم النباتات البرية ، ثم الحيوانات ،
ثم الإنسان ، وهذا هو بالضبط الذي ورد في هذا الحديث .
1. التربة، والمقصود بها (القشرة الأرضية)، وهي مكونة من الصخور والرواسب الذين أثر
فيهما المناخ عبر الزمن، [الأرض، ص155]، وقد كانت الصخور النارية هي أول الصخور
المكونة للقشرة الأرضية. [الأرض، ص42]
2. الجبال
3. الشجر، والمقصود به النباتات، وقد ظهرت النباتات في البحر أولا على شكل طحالب،
ثم ظهرت بعد ذلك على اليابسة.
4. النون (الأسماك) فالنون هو الحوت : وهو السمكة الكبيرة.
5. الدواب (الحيوانات البرية)
6. آدم عليه السلام.
فهل يمكن أن يكون هذا التوافق التام في عصر لم يكن يعلم أحد من ذلك شيئا بمحض
الصدفة؟ إنه لمن المستحيل عادة أن يقول هذا إنسان من رأيه واجتهاده، ولا شك أن هذا
الحديث إنما هو مما أوحى الله به إلى نبيه صلى الله عليه وسلم، فالحديث فيه إعجاز
علمي واضح" .
انتهى كلام الدكتور شرف القضاة ، وما بين المعقوفتين المراجع التي ذكرها في الحاشية
.
وقد اعتمد في كلامه على ما قاله القاضي عياض : " عند بعض رواة مسلم فيه في الكتاب (
النون ) بالنون مكان الراء ، يعني : الحوت " انتهى من " إكمال المعلم " (8/321) .
وبهذا ينحل الإشكال الوارد في السؤال بأن النور ضروري للنبات ، فالأصل أن يخلق قبله
.
كما يمكن أن يجاب عن هذا الإشكال أيضا بأن ( النور ) المقصود في الحديث ليس المقصود
به ( ضياء الشمس )، فالشمس قد خلقت مع خلق السماء سابقا ، وإنما المقصود بالنور هنا
النور المعنوي ، وهو الخير .
كما يقول ابن الأثير رحمه الله :
" ( خلق المكروه يوم الثلاثاء ، وخلق النور يوم الأربعاء ) أراد بالمكروه هاهنا
الشر ، لقوله ( وخلق النور يوم الأربعاء )، والنور خير ، وإنما سمي الشر مكروها ؛
لأنه ضد المحبوب " .
انتهى من " النهاية " (4/169) .
والخلاصة :
أن الحديث محل اختلاف بين أهل العلم ، فيه كلام في سنده ومتنه ، وعلى هذا الكلام
إجابات قوية ومباشرة أيضا من محدثين كبار ، وما نميل إليه هو تصحيح الحديث ، وأن ما
يذكره العلماء في ترتيب المخلوقات في الكون يتوافق مع ما ورد فيه ، ( والنور ) الذي
خلق بعد خلق النبات هو الخير ، أما ضياء الشمس فقد خلق قبل الأرض .
والله أعلم .
أسئلة متعلقة أخري | ||
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |