عنوان الفتوى : حكم الجلوس في مجالس الذكر المخالفة للهدي النبوي
السلام عليكملقد علمنا أن الدعاء ورفع الصوت بالذكر جماعة عقب الصلوات من البدع . فما هو حكم من يجلس مع هؤلاء ويشاركهم في بدعتهم مع العلم أنه نبه الى ذلك مرات كثيرة , ويقول إنما أشاركهم تأليفا للقلوب؟ وجزاكم الله خيرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن كلاً من الذكر والدعاء من أعظم العبادات وأهم القربات، لقوله تعالى:فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ [البقرة:152].
وقوله تعالى:وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60].
ولكن الذكر والدعاء -كغيرهما من العبادات -إذا فعلا بطريقة غير الطريقة التي فعلها عليها النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والسلف الصالح كان ذلك بدعة لأن كيفية العبادة توقيفية.
وقد عرف الشاطبي البدعة بقوله: هي طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله تعالى.
ومثل لذلك بأمثله منها: التزام الكيفيات والهيئات كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد....واتخاذ المولد، والتزام أوقات معينة للعبادة -لم يعينها الشارع- كصوم يوم النصف من شعبان وقيام ليلته...
فإذاعلمنا أن ذلك وما شابهه بدعة، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. وفي رواية : من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد. رواه البخاري ومسلم عن عائشة.
ومن علم أن هذا العمل بدعة فلا يجوز له أن يجلس مع أهله؛ إلا إذا كان ذلك بقصد البيان والنصح.
فإذا علم إصرارهم على بدعتهم، وعدم الفائدة من نصحهم، فإن عليه أن يفارقهم ولا يقعد في مجالسهم.
قال تعالى:فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [الأنعام: 68].
والله أعلم.